قلت: رواية حجاج أخرجها السراج في حديثه انتقاء الشحامي (٢٠٧٨) من طريق عمر بن عامر، عن الحجاج بن الحجاج، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ كان يصلي على ناقته حيث توجهت به. وعمر بن عامر، اختلف قول ابن معين فيه، وقال فيه أبو حاتم الرازي: هو يجري مع همام، ووثقه أحمد بن حنبل، كما وثقه أحمد بن صالح المصري، وفي التقريب: صدوق له أوهام. وحجاج بن حجاج الباهلي (ثقة). فهذه متابعة حسنة لهمام، كما تابع همامًا وحجاجًا محمد بن سيرين. رواه أبو طاهر المخلص كما في المخلصيات (٢٣١٨) من طريق حماد بن مسعدة، عن عمران بن مسلم، قال: سألت محمد بن سيرين عن الصلاة على الراحلة، فحدثني فيه حديثًا حسنًا، قال: قال أنس بن سيرين: حدثني أنس بن مالك، قال: وكان محمد بن سيرين على السرير، وأنس قاعد مع القوم، قال: قال أنس -يعني ابن سيرين- حدثنا أنس بن مالك أن رسول الله ﷺ كان يصلي على راحلته حيث توجهت به. ورواه ابن عدي في الكامل (٦/ ١٦٩) من طريق هشام بن عمار، قال: حدثنا سويد بن عبد العزيز، قال: حدثنا عمران القصير، عن أنس بن سيرين به. وهذا سند صالح في المتابعات، سويد وإن كان ضعيفًا فقد تابعه ثقة حماد بن مسعدة. وأما متابعة بكار بن ماهان: فرواها أحمد في المسند (٣/ ١٢٦)، والبخاري في التاريخ الكبير (٢/ ١٢١)، والبزار (٦٨٠)، وابن نصر المروزي في السنة (٣٨٠) من طريق عبد الصمد، عن بكار بن ماهان، حدثنا أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك، أن رسول الله ﷺ كان يصلي على ناقته تطوعًا في السفر لغير القبلة. وفي الإسناد بكار بن ماهان، فيه جهالة لم يوثقه إلا ابن حبان، ولم يَرْوِ عنه أحد إلا عبد الصمد، وليس له إلا هذا الحديث، ولم ينفرد به، حيث تابعه عليه حجاج الباهلي وعمران بن مسلم، فأقل أحواله أن يكون صالحًا في المتابعات، وبناء عليه يكون الحديث صحيحًا عن أنس بلفظ: أن رسول الله ﷺ كان يصلي على راحلته حيث توجهت به، والله أعلم. هذا ما يتعلق برواية أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك ﵁. الثاني: يحيى بن سعيد، عن أنس. رواه مالك في الموطأ (١/ ١٥١) عن يحيى بن سعيد، قال: رأيت أنس بن مالك في السفر، وهو يصلي على حمار، وهو متوجه إلى غير القبلة، يركع ويسجد إيماء من غير أن يضع وجهه على شيء. ورواه عن مالك عبد الرزاق في المصنف (٤٥٢٣). وهذا موقوف. ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٨٥١٦) حدثنا عبدة بن سليمان، عن يحيى بن سعيد به، =