رواها البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٦٣)، من طريق أبي بكر الإسماعيلي، حدثنا يحيى بن محمد بن صاعد، حدثنا يوسف بن سعيد، حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن ابن كثير، عن مجاهد، قال: إذا اختلطوا فإنما هو التكبير والإشارة بالرأس. وسنده صحيح. ورواه البيهقي في المعرفة (٥/ ٣٥) من طريق أبي زرعة محمد بن يعيش المصيصي بحلب، عن يوسف بن سعيد بن مسلم، قال: حدثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، عن مجاهد، قال: إذا اختلطوا فإنما هو الإشارة بالرأس والتكبير. قال ابن جريج: وأخبرني موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ مثل قول مجاهد، وزاد عن النبي ﷺ: فإن كثروا فليصلوا ركبانًا، أو قيامًا على أقدامهم. وهنا محمد بن يعيش جعل ما قاله مجاهد من قوله، نسبه إلى ابن عمر مرفوعًا إلى النبي ﷺ، ومحمد بن يعيش لم أقف له على ترجمة، وروايته هذه منكرة، مخالفة لرواية البخاري والطبري من طريق سعيد بن يحيى بن سعيد. ومخالف لرواية الإسماعيلي، ومن طريقه البيهقي، عن الهيثم بن خلف الدوري، كلاهما عن يحيى بن سعيد، حدثنا ابن جريج به، حيث روى قوله: (إذا اختلطوا) موقوفًا على ابن عمر، وقوله: (فإن كثروا فليصلوا ركبانًا أو قيامًا) مرفوعًا إلى النبي ﷺ. وكل من روى الحديث عن سالم، أو عن نافع عن ابن عمر لم يذكروا قوله: (إذا اختلطوا فإنما هو الإشارة بالرأس والتكبير) من حديث ابن عمر، فربما دخل على ابن جريج روايته عن عبد الله بن كثير عن مجاهد بما رواه عن موسى بن عقبة، عن نافع. لأن الحديث رواه نافع وسالم بذكر صلاة الخوف على طريقتين: صلاة الجماعة، وصلاة المسايفة والمطاردة، فروى نافع مرة الحديث بطوله مرفوعًا، ورواه في أخرى كله موقوفًا، وروى في ثالثة الصفة الأولى مرفوعة، والصفة الثانية موقوفة، ولا يعرف في كل طرق الحديث أن تروى الصفة الثانية قدر منها موقوف وقدر منها مرفوع إلا من طريق ابن جريج، عن موسى بن عقبة، لهذا أرى أن رواية الثوري، عن موسى بن عقبة أرجح من رواية ابن جريج، عن موسى بن عقبة، وقد جود الثوري الحديث ورواه بطوله مبينًا القدر المرفوع من القدر الموقوف، وتابعه الزهري، عن سالم، عن ابن عمر حيث روى الصفة الأولى مرفوعة، واقتصر عليها أكثر الرواة عن الزهري، وروى بعضهم عن الزهري عن سالم، عن ابن عمر الصفة الثانية موقوفة، موافقًا لرواية الثوري، عن موسى بن عقبة، عن نافع، والله أعلم. وابن جريج وإن كان ثقة، وقد روى الحديث عنه أثبت الناس فيه حجاج بن محمد، لكن اختصاره للحديث، وروايته للصفة الثانية قدر منها موقوف، وقدر منها مرفوع، ولا يعرف هذا عن كل =