رواه ابن جريج، واختلف عليه فيه: رواه عبد الرزاق في المصنف (٤٢٥٨)، قال: أخبرنا ابن جريج، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إن كان الخوف أشد من ذلك، فليصلوا قيامًا وركبانًا حيث جهتهم. ويلحظ هنا أن اللفظ موقوف، والإسناد عن ابن جريج عن نافع. ورواه حجاج بن محمد، عن ابن جريج، وخالف عبد الرزاق. فرواه البخاري (٩٤٣) حدثنا سعيد بن يحيى القرشي، قال: حدثني أبي، قال: حدثني ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر نحوًا من قول مجاهد: إذا اختلطوا قيامًا. وزاد ابن عمر، عن النبي ﷺ: وإن كانوا أكثر من ذلك، فليصلوا قيامًا وركبانًا. ولم يذكر البخاري قبله ولا بعده قول مجاهد المشار إليه، فنحتاج إما إلى معرفة ما قاله مجاهد مقطوعًا عليه، وإما إلى رواية ابن عمر مستقلة عن قول مجاهد. فنظرنا فإذا الطبري قد روى حديث ابن عمر وحده في تفسيره بإسناد البخاري من ابتدائه إلى منتهاه: ط هجر (٤/ ٣٩٣)، قال: حدثني سعيد بن يحيى الأموي، قال: حدثني أبي، قال: حدثنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: إذا اختلطوا يعني في القتال فإنما هو الذكر، وأشار بالرأس، قال ابن عمر: قال النبي ﷺ: وإن كانوا أكثر من ذلك فيصلون قيامًا وركبانًا. وخرجه الإسماعيلي في صحيحه كما ذكر ذلك الحافظ ابن رجب في شرح البخاري (٨/ ٣٥٩)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٦٣) أخبرني الهيثم بن خلف الدوري، حدثنا سعيد بن يحيى الأموي، حدثنا أبي، ثنا ابن جريج، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر نحوًا من قول مجاهد: إذا اختلطوا فإنما هو الذكر، وإشارة بالرأس، وزاد ابن عمر عن النبي ﷺ: وإن كانوا أكثر من ذلك فليصلوا قيامًا وركبانًا. فوضح من هذه الرواية ما يلي: الأول: أن ابن جريج اختصر الحديث، فلم يذكر صفة صلاة الجماعة في الخوف. الثاني: أن قوله: (إذا اختلطوا فإنما هو الذكر وأشار بالرأس) هذا القدر موقوف على ابن عمر، صريحًا في رواية الطبري، وظاهرًا في رواية البخاري. الثالث: أن عبارة إذا اختلطوا فإنما هو الذكر وإشارة بالرأس هذه العبارة بهذا اللفظ =