وبهذا أكون قد انتهيت من طريقين: مالك وعبيد الله بن عمر عن نافع. الطريق الثالث: موسى بن عقبة، عن نافع. وقد رواه عن موسى بن عقبة كل من عبد الله بن المبارك، وأبو إسحاق الفزاري، وابن جريج، والثوري وداود بن عطاء المدني (ضعيف جدًّا). أما ابن المبارك وأبو إسحاق (ثقة) فروياه عن موسى بن عقبة مرفوعًا بالاقتصار على ذكر الصفة الأولى في صلاة الخوف جماعة، ولم يذكرا الصفة الثانية المختلف في رفعها. وأما ابن جريج فرواه عن موسى بن عقبة مرفوعًا بالاقتصار على ذكر الصفة الثانية: وهي الصلاة حال المسايفة رجالًا أو ركبانًا. وأما داود بن عطاء فرواه بتمامه وطوله مرفوعًا كله بذكر الصفتين، إلا أن داود بن عطاء قال فيه أحمد: ليس بشيء، وقال الدارقطني كما في رواية البرقاني: متروك. وجوَّد الثوري الحديث، فرواه عن موسى بن عقبة بطوله وتمامه، إلا أنه ذكر الصفة الأولى مرفوعة، وذكر الصفة الثانية موقوفة على ابن عمر، وهو المحفوظ فيما أرى، والله أعلم. وإليك بيان هذه الطرق من مصادرها: الأول: الثوري، عن موسى بن عقبة. رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٨٢٨٤)، وعنه الإمام مسلم في صحيحه (٨٣٩) عن يحيى ابن آدم، عن سفيان، عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر، قال: صلى رسول الله ﷺ صلاة الخوف في بعض أيامه، فقامت طائفة معه وطائفة بإزاء العدو، فصلى بالذين معه ركعة، ثم ذهبوا وجاء الآخرون، فصلى بهم ركعة، ثم قضت الطائفتان ركعة ركعة. قال: وقال ابن عمر: فإذا كان خوف أكثر من ذلك فَصَلَّ راكبًا، أو قائمًا تومئ إيماء. ورواه أحمد (٢/ ١٥٥) والنسائي في المجتبى (١٥٤٢)، وفي الكبرى له (١٩٤٣)، وأبو نعيم في مستخرجه (١٨٩١)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٣٧٠)، عن يحيى بن آدم به، واقتصر على الصفة المرفوعة. وتابع يحيى بن آدم قبيصةُ بنُ عقبة (ثقة يخطئ في حديث الثوري). رواه أبو عوانة في مستخرجه (٢٤١٣) حدثنا الصغاني. ورواه السراج في حديثه (٢٣٦٣) حدثنا يوسف بن موسى، ومحمد بن عثمان بن كرامة، ورواه السراج في مسنده (١٥٦٣) أخبرني أبو يحيى مالك، أربعتهم رووه عن قبيصة به بتمامه =