وهذا الاختلاف لا يضر الحديث؛ لأن غاية ما يمكن أن يقال: إن رواية سعيد بن أبي سعيد هذا الحديث، عن أبي هريرة مرسلة، فقد تبين لنا الواسطة برواية يحيى بن سعيد القطان، وأن الواسطة هو أبوه، فزال الإشكال. وإنما النظر في زيادة المتن، فقد رواه الجماعة عن عبيد الله بن عمر بذكر الأمر باستقبال القبلة، ولم يذكر ذلك يحيى، وأراها زيادة من ثقة، حيث رواها جماعة عن عبيد الله بن عمر، والله أعلم. ولو تعين الترجيح سبيلًا بين الطريقين لم أجعل المقارنة بين الجماعة وبين يحيى بن سعيد القطان، وإنما سأذهب إلى تخطئة سعيد بن أبي سعيد، حيث حدث به مرة عن أبي هريرة بلا واسطة، وحدث به أخرى بذكر واسطة بينه وبين أبي هريرة، وليس هذا من قبيل التدليس، وإنما قد يكون من قبيل الوهم الذي لا يعصم منه أحد، وهي علة غير مؤثرة كما بينت، والله أعلم. (١) شرح العمدة، كتاب الصلاة (ص: ٥٢١). (٢) المجموع (٣/ ١٨٩).