عن أبيه، عن أبي هريرة. فزاد في الإسناد أبا سعيد، ولم يذكر الوضوء، ولا استقبال القبلة في الحديث. وقد انفرد يحيى بن سعيد القطان بزيادة والد سعيد بن أبي سعيد، واسمه كيسان. ونقص من لفظه، حيث لم يذكر موضع الشاهد استقبال القبلة. ورواه جماعة، عن عبيد الله بن عمر، فقالوا: عن سعيد، عن أبي هريرة، وزادوا فيه ذكر الوضوء، واستقبال القبلة، منهم: عبد الله بن نمير، كما في صحيح البخاري (٦٢٥١)، ومسلم (٤٦ - ٣٩٧). وأبو أسامة حماد بن أسامة، كما في صحيح البخاري (٦٦٦٧)، ومسلم (٤٦ - ٣٩٧). وعيسى بن يونس، كما في صحيح ابن خزيمة (٤٥٤). وعبد الرحيم بن سليمان، كما في مستخرج أبي عوانة (١٥٨٤). وعقبة بن خالد، كما في مستخرج أبي عوانة (١٥٨٤). وعبد الأعلى بن عبد الأعلى، كما في أحاديث أبي الفضل الزهري (٣٠٢). و أنس بن عياض، كما في سنن أبي داود (٨٥٦)، ومستخرج أبي عوانة (١٦٠٩)، كلهم رووه عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة، وذكروا الأمر باستقبال القبلة في الصلاة. فخالفوا يحيى بن سعيد القطان في إسناده حيث أسقطوا أبا سعيد كيسان المقبري، وزادوا في متنه. وسعيد المقبري قد سمع من أبي هريرة، وروى عن أبيه، عن أبي هريرة. قال ابن خزيمة: لم يقل أحدٌ ممن روى هذا الخبر عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبيه، غير يحيى بن سعيد، إنما قالوا: عن سعيد، عن أبي هريرة. فذهب الترمذي إلى ترجيح رواية يحيى بن سعيد القطان نظرًا لإمامته وضبطه. قال الترمذي: «هذا حديث حسن صحيح، وقد روى ابن نمير هذا الحديث، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة، ولم يذكر فيه: عن أبيه، عن أبي هريرة. ورواية يحيى ابن سعيد، عن عبيد الله بن عمر أصح .... » اه وخالف البخاري ومسلم الإمام الترمذي، فصححا الحديث من الطريقين، وأخرجاه في صحيحيهما. واختلف قول الدارقطني في الترجيح، فرجح في العلل رواية الجماعة، وقال عنها: وهو المحفوظ. العلل (١٠/ ٣٦١). وقال في التتبع (٩): «خالف يحيى القطان أصحاب عبيد الله كلهم في هذا الإسناد، فإنهم لم يقولوا: عن أبيه، ويحيى حافظ، ويشبه أن يكون عبيد الله حدث به على الوجهين، والله أعلم». ولغة الترجيح هنا ليست قاطعة، فالصواب أشبه الطريقين، ولعل الذي منع من القطع بصواب كلا الإسنادين أن من عادة الراوي إذا كان له في الحديث الواحد إسنادان أن يشير إليهما، فيقول: حدثني سعيد، عن أبي هريرة، وحدثني أخرى سعيد، فقال: عن أبيه، عن أبي هريرة. وقال ابن حجر في الفتح (٢/ ٢٧٧): «ولكل من الروايتين وجه مرجح: أما رواية يحيى: =