أحدهما: من طريق ميمون بن سياه، عن أنس بن مالك مرفوعًا كما في الرواية السابقة. قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (٣/ ٥٣): «ميمون بن سياه بصري، اختلف فيه، فضعفه ابن معين، ووثقه أبو حاتم الرازي». وقال أبو داود: ليس بذاك، وفي التقريب: صدوق عابد يخطئ. قلت: ليس له في البخاري سوى هذا الحديث. الثاني: من طريق حميد، عن أنس، رواه البخاري من ثلاثة أوجه: أحدها مسندًا، رواه (٣٩٢) من طريق ابن المبارك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك، قال: قال رسول الله ﷺ: أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله، فإذا قالوها، وصلوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وذبحوا ذبيحتنا، فقد حرمت علينا دماؤهم وأموالهم، إلا بحقها وحسابهم على الله. والثاني: رواه البخاري معلقًا (٣٩٣) من طريق يحيى بن أيوب، حدثنا حميد، حدثنا أنس، عن النبي ﷺ. وقد تابع ابنَ المباركِ اثنان: أحدهما: يحيى بن أيوب الغافقي المصري (صدوق ربما أخطأ). رواه أبو داود (٢٦٤٢) والطحاوي في شرح معاني الآثار (٣/ ٢١٥)، والدارقطني في السنن (٨٩٣)، من طريق ابن وهب. ومحمد بن نصر في تعظيم الصلاة (١٠)، والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٣١) من طريق ابن أبي مريم. وابن منده في الإيمان (١٩١) أخبرنا عمر بن الربيع بن سليمان، ثلاثتهم (ابن وهب، وابن أبي مريم، وعمر بن الربيع بن سليمان) عن يحيى بن أيوب، عن حميد، حدثنا أنس. ويحيى بن أيوب الغافقي المصري، قال عنه أحمد: سَيِّئُ الحفظ. وقال ابن معين: صالح. وقال مرة: ثقة. ووثقه أبو داود، وقال النسائي: ليس بالقوي. وقال في موضع آخر: ليس به بأس. انظر: تهذيب الكمال (٣١/ ٢٣٦). وقال ابن حجر: صدوق ربما أخطأ. والتصريح بسماع حميد من أنس انفرد به يحيى بن أيوب، ولا يمكن الركون إلى مثل هذا، والله أعلم. الثاني: محمد بن عيسى بن القاسم بن سميع (صدوق يخطئ ويدلس). رواه النسائي في المجتبى (٣٩٦٦)، وفي الكبرى (٣٤١٤)، أخبرنا هارون بن محمد بن بكار ابن بلال (صدوق). والدارقطني (٨٩٦) من طريق الهيثم بن مروان (مقبول)، وابن منده في الإيمان (١٩٣) من طريق هشام بن عمار (صدوق كبر، فصار يتلقن، وحديثه القديم أصح)، ثلاثتهم، عن محمد بن عيسى بن سميع، قال: حدثنا حميد الطويل، عن أنس بن مالك به. =