ومكحول لم يسمع من عبد الله بن عمرو. وقد توبع عند الحاكم من طريق عبد الله بن المؤمل، قال: حدثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد الله بن عمرو بن العاص. وعبد الله بن المؤمل ضعيف فهذه الأحاديث تدل على لين فيه، فإذا رجعنا إلى حديثنا هذا نجد أن الحديث قد أخرجه ابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما، وصححه الحاكم، وحسنه الترمذي، وينجبر ما في إسناده بالمتابعة، فقد تابعه مخول بن راشد، وهو ثقة، إلا أنه قد اضطرب فيه، ومع ذلك فهو يشهد أن الحديث له أصل من مسند أبي رافع، فيرقى الحديث إلى التحسين من حيث الجملة دون قوله: (كفل الشيطان) لتفرد عمران بن موسى بهذا الحرف من حديث أبي رافع. وجاء قوله: (كفل الشيطان) من حديث علي ﵁، من رواية الحارث عنه، وهو ضعيف جدًّا، والله أعلم، وسوف يأتي تخريج حديث علي بن أبي طالب ﵁ إن شاء الله تعالى. وتخريج رواية مخول كالتالي: رواه الثوري، واختلف عليه: فرواه عبد الرزاق كما في المصنف (٩٩٠)، ومسند أحمد (٦/ ٨)، والمعجم الكبير للطبراني (١/ ٣٣١) ح ٩٩٠. ووكيع كما في مسند أحمد (٦/ ٣٩١)، كلاهما (عبد الرزاق، ووكيع) عن الثوري، عن مخول بن راشد، عن رجل، عن أبي رافع نهى رسول الله ﷺ أن يصلي الرجل، ورأسه معقوص. وخالفهما مؤمل بن إسماعيل، كما في مسند إسحاق بن راهويه (١٩٣٦)، والعلل الكبير للترمذي (١٢٥) والدارقطني في العلل (٧/ ١٨)، وأبو حذيفة النهدي كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٣/ ٢٥٢) ح ٥١٢، كلاهما عن سفيان، عن مخول، عن سعيد المقبري، عن أبي رافع، عن أم سلمة. وقال إسحاق: عن المقبري. قال إسحاق: قلت للمؤمل: أفيه أم سلمة؟ فقال: بلا شك، كتبته منه إملاء بمكة. ورواه قيس بن الربيع كما في مسند أبي داود الطيالسي (١٠١٨)، عن مخول، عن أبي سعيد، عن أبي رافع به. وقيس بن الربيع صدوق تغير حفظه لما كبر وأَدْخَلَ عليه ابنُهُ ما ليس من حديثه. ورواه شعبة، عن أبي المخول، واختلف عليه: فرواه أبو أسامة كما في مصنف ابن أبي شيبة (٨٠٤٢). وخالد بن الحارث كما في سنن ابن ماجه (١٠٤٢)، كلاهما عن شعبة، عن المخول، سمعت أبا سعد -زاد ابن ماجه: رجلًا من أهل المدينة- عن أبي رافع، قال: مر بي النبي ﷺ، وأنا ساجد، قد عقصت شعري، فحله، أو قال: فنهاني عنه. فقال: (أبو سعد). =