وقد روى الطبراني في الأوسط (١٢٢٣) من طريق محمد بن حرب، قال: أخبرنا عبد المؤمن بن عبد الله العبسي الكوفي، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة مرفوعًا: نفقة الرجل على عياله صدقة. وانظر فيض القدير (٤/ ٢٢). وهو غير عبد المؤمن بن عبيد الله البصري السدوسي الشيباني فهو ثقة، إلا أنه لم يذكر في الرواة عن محمد بن عمرو. ومحمد بن شاذان أبو سعيد الأصم له ترجمة في تاريخ الإسلام (٦/ ٨٠٦)، قال الذهبي: شيخ، عالم، متقن. ومحمد بن عمرو صدوق إلا روايته عن أبي سلمة فيها كلام. وقال المعلمي في الفوائد المجموعة (ص: ١٩٠): بشر، ومن فوقه موثوقون، لكن الخبر منكر، ولم يذكر في التهذيب لعبد المؤمن رواية عن محمد بن عمرو، ولا لبشر رواية عنه، ومحمد بن عمرو يخطئ ويهم، ولكن ليس في هذا المستوى. وقد أضاف البيهقي قوله: (وقد روى خارجة عن محمد بن عمرو كذلك) وخارجة متروك كذاب، إن لم يكن عمداً فخطأ، وهذا الخبر يليق به فالله أعلم. يشير المعلمي إلى ما ذكره البيهقي في الآداب (ص: ٢٠٨)، وفي شعب الإيمان بإثر حديث (٧٤٢٢)، من متابعة خارجة بن مصعب لعبد المؤمن بن عبد الله، إلا أن خارجة كما قال ابن معين: ليس بثقة، وقال النسائي: متروك. وأما حديث سعد بن طريف: فأخرجه الخطيب في المتفق والمفترق (٦٩٧)، ومن طريقه ابن الجوزي في الموضوعات (٣/ ٤٦) من طريق الحسن بن سفيان، حدثنا بشر بن بشار، حدثنا سهل بن عبيد أبو محمد الواسطي، حدثنا يوسف بن زياد، حدثنا عبد الله بن عبد الرحمن، عن سعد بن طريف قال: بينا أنا أمشي مع النبي ﷺ في ناحية المدينة، وامرأة على حمار يطوف بها أسود … وذكر نحو الحديث. قال الخطيب: لم أكتبه إلا من هذا الوجه، وفيه من المجهولين غير واحد. وقال ابن الجوزي: هذا حديث لا أصل له. وفي إسناده يوسف بن زياد: هالك، قال البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وقال النسائي: ليس بثقة. وقال الدارقطني: مشهور بالأباطيل. انظر حاشية المعلمي على الفوائد المجموعة (ص: ١٩٠). وأما حديث مجاهد، فرواه عبد الرزاق في المصنف (٥٠٤٣) بلاغًا، قال: حدثنا محمد بن مسلم، عن الصباح، عن مجاهد، قال: بلغني أن امرأة سقطت عن دابتها، فكشفت عنها ثيابها، والنبي ﷺ قريب منها، فأعرض عنها، فقيل: إن عليها سراويل، فقال: يرحم الله المتسرولات. فمحمد بن مسلم هو الطائفي ضعفه أحمد، ووثقه غيره، وصباح: هو ابن مجاهد، وثقه علي بن المديني، فالإسناد حسن إلى مجاهد، لكنه يبقى بلاغًا، والبلاغات منقطعة.