كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=
وقد تفرد سفيان بن عيينة بهذا اللفظ، وخالفه جمع من الرواة رووه عن سليمان الشيباني، فلم يذكروا ما ذكره ابن عيينة من أن الثوب كان بعضه على رسول الله ﷺ وبعضه على ميمونة، وإنما ذكروا أن ميمونة كانت حائضًا لا تصلي، وهي مفترشة بحذاء النبي ﷺ فكان إذا سجد أصابها بعض ثوبه. ومن هؤلاء الرواة الذين رووه عن الشيباني مخالفين ابن عيينة:
الأول: خالد بن عبد الله الطحان كما في صحيح البخاري (٣٧٩)، وصحيح مسلم (٥١٣)، ولفظه: كان رسول الله ﷺ يصلي وأنا حذاءه، وأنا حائض، وربما أصابني ثوبه إذا سجد، قالت: وكان يصلي على الخمرة. وليس في مسلم (وكان يصلي على الخمرة).
الثاني: أبو عوانة (وضاح بن عبد الله اليشكري)، كما في صحيح البخاري (٣٣٣)، ولفظه: سمعت خالتي ميمونة زوج النبي ﷺ، أنها كانت تكون حائضًا، لا تصلي وهي مفترشة بحذاء مسجد رسول الله ﷺ، «وهو يصلي على خمرته إذا سجد أصابني بعض ثوبه. وأكتفي بالبخاري.
الثالث: عبد الواحد بن زياد، كما في صحيح البخاري (٥١٨)، ولفظه: كان النبي ﷺ يصلي وأنا إلى جنبه نائمة، فإذا سجد أصابني ثوبه وأنا حائض. وأكتفي بالبخاري.
الرابع: عباد بن العوام، رواه مسلم (٥١٣) بلفظ: كان رسول الله ﷺ يصلي وأنا حذاءه، وربما أصابني ثوبه إذا سجد، وكان يصلي على خمرة. وأكتفي بالصحيح.
الخامس: شعبة، كما في صحيح البخاري (٣٨١) رواه مختصرًا بلفظ: كان النبي ﷺ يصلي على الخمرة.
السادس: جرير بن عبد الحميد كما في مسند إسحاق بن راهويه (٢٠١٠)، والمعجم الكبير للطبراني (٢٤/ ٩) ح ١٠، بلفظ: كان رسول الله ﷺ تبسط له الخمرة في المسجد فيصلي عليها، فإذا سجد أصاب ثوبه ثيابي، وأنا حائض. هذا لفظ إسحاق، والطبراني بنحوه.
السابع: هشيم بن بشير، رواه أحمد (٦/ ٣٣٠) وأبو يعلى (٧٠٩٠)، والطبراني في الكبير (٢٤/ ٨) مختصرًا بلفظ: كان رسول الله ﷺ يصلي على الخمرة.
الثامن: إبراهيم الزبرقان، كما في مستخرج أبي عوانة (١٤٢٧)، كان النبي ﷺ «يصلي على خمرته في مسجده وأنا نائمة إلى جنبه، فإذا سجد أصاب ثوبه ثوبي وأنا حائض».
التاسع: أبو شهاب الحناط، كما في المعجم الكبير للطبراني (٢٤/ ٢٣) ح ٥٤، كان النبي ﷺ يصلي في مسجده على خمرة له، فيمسني يديه وأنا نائمة إلى جنبه، وأنا حائض.
العاشر: الثوري، كما في تسمية ما روي عن الفضل بن دكين (٢٩)، مختصرًا بلفظ: أن رسول الله ﷺ كان يصلي على الخمرة.
فتبين من هذا شذوذ ما رواه ابن عيينة عن الشيباني، فرواية الصحيحين مقدمة على غيرها، والله أعلم.