وابن المقرئ في الثالث عشر من فوائده (٧) من طريق هشام بن عمار (رواية للوليد بن مسلم)، حدثنا الوليد بن مسلم، كلاهما (محمد بن عثمان والوليد) قالا: حدثنا سعيد بن بشير، عن قتادة به، مرفوعًا. بلفظ: المرأة عورة … وذكر بقية الحديث. فالجواب عن ذلك: أن هذه المتابعة وإن كانت لا تدفع تفرد عمرو بن عاصم عن همام، إلا أنها متابعة من رجلين تُكُلِّمَ في روايتهما عن قتادة: فسويد أبو حاتم تُكُلِّمَ في روايته عن قتادة، قال ابن عدي: وإنما يخلط على قتادة ويأتي بأحاديث عنه لا يأتي بها أحد عنه غيره، وهو إلى الضعف أقرب. اه الكامل (٤/ ٤٨٩). ومن منكراته عن قتادة، ما رواه عنه، عن أنس أن النبي ﷺ سمع رجلًا يسب برغوثًا، فقال: لا تسبه؛ فإنه نبه نبيًّا من الأنبياء لصلاة الفجر. وكذلك تكلم في رواية سعيد بن بشير في قتادة، قال محمد بن عبد الله بن نمير: منكر الحديث، ليس بشيء، ليس بقوي الحديث، يروي عن قتادة المنكرات. اه وقال ابن حبان: كان رديء الحفظ فاحش الخطأ، يروي عن قتادة ما لا يتابع عليه، وعن عمرو بن دينار ما ليس يعرف من حديثه. فهل متابعة هذين الرجلين تجعل رواية قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص مقدمة على رواية حميد بن هلال، عن أبي الأحوص؟ ولَئِنْ كنت أرجح في رواية قتادة، أنها عن مورق، عن أبي الأحوص خلافًا لما رواه سليمان التيمي، عن قتادة، عن أبي الأحوص. قال أبو حاتم كما في المراسيل (٦٣٧): «قتادة، عن أبي الأحوص مرسل، بينهما مورق». إلا أني لا أرجحها على رواية حميد بن هلال، عن أبي الأحوص، ولا على الأصح من رواية أبي إسحاق عن أبي الأحوص، فإسناد حميد بن هلال أقوى من إسناد قتادة، عن مورق، عن أبي الأحوص. وقد تابع حميدًا أبو إسحاق، حيث رواه عن أبي الأحوص موقوفًا، وقد اختلف على أبي إسحاق أيضًا: فرواه أبو الأحوص سلام بن سليم (ثقة متقن) كما في مصنف ابن أبي شيبة (١٧٧١٠). وشريك بن عبد الله النخعي (صدوق سَيِّئُ الحفظ، قديم السماع من أبي إسحاق) كما في كتاب التوحيد لابن خزيمة (١/ ٤٤) كلاهما (أبو الأحوص وشريك) روياه عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن ابن مسعود موقوفًا عليه، ولم يختلف عليهما في وقفه. ورواه شعبة، عن أبي إسحاق، واختلف على شعبة فيه: فرواه عمرو بن مرزوق (ثقة له أوهام)، عن شعبة به موقوفًا. أخرجه الطبراني في الكبير (٩/ ١٨٥، ٢٩٥) ح ٨٩١٤، ٩٤٨٠، بلفظ: إنما النساء عورة، وإن المرأة لتخرج من بيتها، وما بها من بأس، فيستشرف لها الشيطان، فيقول: إنك لا تمرين بأحد إلا أعجبْتِهِ، وإن المرأة لتلبس ثيابها، فيقال: أين تريدين؟ فتقول: أعود مريضًا، أو أشهد جنازة، أو أصلي في مسجد، وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها. =