(٢) اختلف فيه على زيد بن أسلم: فرواه أبو غسان محمد بن مطرف المدني (ثقة) كما في سنن أبي داود (١٤٣١)، وسنن الدارقطني (١٦٣٧)، والسنن الكبرى للبيهقي (٢/ ٦٧٥). وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم (ضعيف) كما في مسند أحمد (٣/ ٣١، ٤٤)، وسنن ابن ماجه (١١٨٨)، ومسند أبي يعلى (١٢٨٩، ١١١٤)، وسنن الترمذي (٤٦٥)، والمعجم الأوسط للطبراني (٨٨٤٢)، كلاهما عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا. ورواه الدارقطني في السنن (١٦٣٨) من طريق محمد بن إسماعيل الجعفري (متروك)، عن عبد الله بن سلمة (ضعيف)، عن زيد بن أسلم به مرفوعًا بلفظ: أن النبي ﷺ قيل له: إن أحدنا يصبح ولم يوتر، قال: فليوتر إذا أصبح. قال الدارقطني: عبد الله بن سلمة هو وابن أسلم ضعيف. وخالف هؤلاء عبد الله بن زيد بن أسلم (صدوق فيه لين) فرواه عن زيد بن أسلم، عن رسول الله ﷺ مرسلًا. رواه الترمذي في السنن (٤٦٦). قال الترمذي: وهذا أصح من الحديث الأول. ونقل الترمذي عن أحمد أنه قال في عبد الله بن زيد بن أسلم: لا بأس به، كما نقل عن ابن المديني أنه ضعَّف عبد الرحمن، وقال: عبد الله بن زيد بن أسلم ثقة. وقد أراد الإمام الترمذي بهذا النقل أن يقوي رواية عبد الله بن زيد المرسلة على رواية أخيه عبد الرحمن بن زيد الموصولة، وهو كلام جيد لو كانت المقارنة بين الأخوين، أما وقد رواه موصولًا أبو غسان محمد بن مطرف، فأبو غسان وحده أقوى من عبد الله بن زيد بن أسلم، وقد تابعه عبد الرحمن بن زيد على وصله، وقد روى الشيخان في صحيحيهما من رواية أبي غسان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، فالسند في غاية الصحة. قال ابن رجب في فتح الباري (٩/ ١٥٩): خرجه الترمذي أيضًا من رواية عبد الله بن زيد بن أسلم، عن أبيه، أن رسول الله ﷺ، قال: (من نام عن وتره فيصله إذا أصبح)، وقال: هذا أصح، وذكر: أن عبد الله بن زيد ثقة، وأخاه عبد الرحمن ضعيف، قال ابن رجب معقبًا: لكن خرجه أبو داود والحاكم من حديث أبي غسان محمد بن مطرف، عن زيد بن أسلم، عن عطاء، عن أبي سعيد مرفوعًا. وقال الحاكم: صحيح على شرطهما … ». وقد رواه الحسن البصري، عن أبي سعيد الخدري مرفوعًا: في الذي ينسى الصلاة، قال: يصليها إذا ذكرها. رواه أبو يعلى (١١٩٠) حدثنا زهير (أبو خيثمة) ورواه الطبراني في الأوسط (٨١٩٩) من طريق إسحاق بن راهويه، كلاهما عن معاذ بن هشام، حدثني أبي، عن عامر الأحول، عن الحسن به. والحسن البصري لم يسمع من سعيد، انظر: المراسيل (ص: ٤٠)، ولو صح هذا الطريق لكان يمكن أن يكون علة لرواية زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد، ذلك أن هذا اللفظ محفوظ، ومخرج في الصحيح.