وقال ابن منده: غريب، تفرد به أسد موصولًا، وقال غيره: عن الليث عن يحيى أنَّ جده، مرسل. انظر: الإصابة (٨/ ٢٠٤). العلة الثانية: أن سعيدًا والد يحيى بن سعيد لم يسمع من أبيه شيئًا. قال ابن رجب في شرح البخاري (٥/ ٩٥): «خرَّجه ابن حبان في صحيحه، والدارقطني والحاكم، وزعم أنه صحيح، وليس كذلك، قال ابن أبي خيثمة: ذكر عن أبيه، أنه قال: يقال: إن سعيدًا لم يسمع من أبيه قيس شيئًا، فهو - أيضًا - مرسل، وقد ضعف أحمد هذا الحديث، وقال: ليس بصحيح». وانظر: الاستيعاب (٩/ ١٨٦). العلة الثالثة: سعيد بن قيس الأنصاري لم يوثقه إلا ابن حبان (٤/ ٢٨١)، وقد ترجم له البخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٥٠٨)، وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٤/ ٥٥)، ولم يذكرا فيه جرحًا، ولا تعديلًا. هذا فيما يتعلق برواية يحيى بن سعيد الموصولة. وأما رواية يحيى بن سعيد المرسلة، فأشار إليها أبو داود في سننه (١٢٦٨)، قال: روى عبد ربه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث أن جدهم زيدًا (الصواب قيسًا) صلى مع النبي ﷺ. اه ولم أقف على إسناد رواية يحيى، وسيأتي إن شاء الله تخريج رواية عبد ربه. الطريق الثالث: طريق عبد ربه بن سعيد، عن جده. أخرجه عبد الرزاق (٤٠١٦)، وعنه أحمد (٥/ ٤٤٧) عن ابن جريج. وأخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (٤١٤٠) من طريق حماد بن سلمة، كلاهما عن عبد ربه ابن سعيد أن جده فاتته ركعة الفجر … وذكر نحو الحديث. ووقع عند أحمد (عبد الله بن سعيد) ولا يعرف لسعيد ابن باسم عبد الله، وهو خطأ، والصواب عبد ربه كما في مصنف عبد الرزاق ومشكل الآثار، وسنن أبي داود (١٢٦٨). قال أحمد شاكر في تخريجه للترمذي: ولم أجد ترجمة لعبد الله بن سعيد في كتب الرجال، ولم يذكره الحافظ في تعجيل المنفعة، فالراجح عندي أن هذا خطأ من الناسخين، وأن صوابه عبد ربه بن سعيد … ». ورواية عبد ربه تؤكد شذوذ رواية أسد بن موسى، عن الليث، عن يحيى بن سعيد عن أبيه، عن جده، خاصة أن أخاه يحيى بن سعيد قد تابعه على إرساله فيما ذكره أبو داود، والله أعلم. الطريق الرابع: قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد. أخرجه الطحاوي في مشكل الآثار (٤١٤١) من طريق علي بن يونس، حدثنا جرير بن عبد الحميد، عن إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن قيس بن قهد. وهذه إسناد ضعيف، علته علي بن يونس، فيه جهالة، قال الطحاوي: «أهل الحديث ينكرون هذا الحديث، ولا يعرفونه، ولا يعرفون علي بن يونس … ». هذه طرق حديث قيس بن عمرو، وخلاصة البحث:=