كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=
وتابعهما صالح بن أبي الأخضر (ضعيف) كما في سنن الدارقطني (١٦٠٠)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ٢٨٧) فرواه عن الزهري به، بلفظ: من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى، فإن أدركهم جلوسًا صلى أربعًا.
ورواه الحاكم (١٠٧٩) من طريق هشام بن علي، حدثنا عبد الله بن عبد الوهاب الحجبي، حدثنا حماد بن زيد، عن مالك بن أنس، وصالح بن أبي الأخضر، عن الزهري به، بلفظ: من أدرك من الجمعة ركعة فليصل إليها أخرى.
وهذا لا يثبت عن مالك، وإنما هو لفظ صالح بن أبي الأخضر، لا أدري من أين الوهم، أهو من هشام بن علي السيرفي، أم من الحجبي؟ والأقرب أنه من السيرفي.
فقد روى الحديث أبو عوانة في مستخرجه (١٥٣٠) حدثنا جعفر بن محمد القلانسي، وتمتام محمد بن غالب، قالا: حدثنا الحجبي، قال: حدثنا حماد بن زيد، قال: حدثنا مالك بإسناده مثله.
وأحال في إسناده ومتنه على حديث وابن وهب والقعنبي، عن مالك، وليس فيه ذكر الجمعة.
كما رواه ابن حبان في صحيحه (١٤٨٧) من طريق أبي كامل الجحدري، عن حماد بن زيد، عن مالك، عن الزهري به، بلفظ: (من أدرك من صلاة ركعة فقد أدرك)، قالوا: ومن هنا قيل: ومن أدرك من الجمعة ركعة صلى إليها أخرى.
فلم يذكرا في لفظه ذكر الجمعة.
والحديث في موطأ مالك (١/ ١٠) ومن طريقه أخرجه البخاري (٥٨٠)، ومسلم (٦٠٧)، عن الزهري به، بلفظ: من أدرك ركعة من الصلاة فقد أدرك الصلاة، وأكتفي بالصحيحين.
فتيقن للباحث أن لفظ مستدرك الحاكم دخل فيه لفظ صالح بن أبي الأخضر على لفظ مالك، ومالك لم يذكر فيه الجمعة، وهو المحفوظ.
وذكر الجمعة قد صححه الحاكم على شرط الشيخين، وأعله ابن خزيمة، وهو الصواب.
ورواه ابن عيينة عن الزهري، واختلف على سفيان بن عيينة:
فرواه النسائي (١٤٢٥) من طريق محمد بن منصور (هو الطوسي البغدادي ثقة)، عن سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة به، بلفظ: (من أدرك من صلاة الجمعة ركعة فقد أدرك).
وخالفه أصحاب ابن عيينة:
فرواه أحمد (٢/ ٢٤١)،
والحميدي (٩٧٦)، ومن طريقه أبو عوانة في المستخرج (١٥٣٤)،
والشافعي كما في مسنده (ص: ٦٩)، السنن المأثورة (ص: ١٧٨)، ومن طريقه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٨٦)، وفي المعرفة (٤/ ٣٥٧).
وابن أبي شيبة، كما في صحيح مسلم (٦٠٧)، وسنن ابن ماجه (١١٢٢)،
وأبو خيثمة، كما في مسند أبي يعلى (٥٩٦٢)،
وقتيبة بن سعيد، كما في المجتبى من سنن النسائي (١٤٢٥)، والسنن الكبرى له (١٧٥٣)، =