لبيد، عن رجال من قومه، وفي رواية عن رجل من الأنصار. واقتصر على هذا الطريق النسائي، وصححه ابن عبد الهادي، وهو وإن تفرد به أبو غسان، عن زيد بن أسلم، إلا أنه موافق في الجملة لرواية ابن عجلان ومحمد بن إسحاق، والخلاف بينهما في إبهام الصحابي، وهو لا يعتبر فارقًا مؤثرًا. والثاني: ما رواه حفص بن ميسرة، و الدراوردي، ويعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن زيد بن أسلم، عن عاصم بن عمر بن قتادة، عن رجال من قومه من الأنصار بإسقاط محمود بن لبيد. وهشام بن سعد من رواية الليث وبكر بن صدقة عنه عن زيد بن أسلم. وهذا وإن كان العدد كثيرًا، إلا أن الطرق لا تخلو من ضعف، هذا موضع اجتهاد، وتلمس للصواب. فهذان الطريقان هما أرجح ما روي عن زيد بن أسلم، ونفسي تميل إلى ترجيح ما يوافق رواية ابن عجلان وابن إسحاق وإن كان واحدًا ما دام أنه ثقة على الكثير إذا كان مخالفًا لرواية الأرجح. قال ابن رجب في فتح الباري (٤/ ٤٣٩): «والصواب من الخلاف على زيد بن أسلم، عن عاصم، عن محمود، عن رافع -قاله الدارقطني -قلت- القائل ابن رجب- أما ابن إسحاق وابن عجلان فروياه عن عاصم بهذا الإسناد، وأما زيد فاختلف عنه كما ترى، ولا نعلم أحدًا قال عنه مثل قول ابن إسحاق وابن عجلان، فكيف يكون هو الصواب عن زيد؟ فرجع الأمر إلى ما رواه ابن إسحاق وابن عجلان عن عاصم، وليس بالمبرزين في الحفظ». قلت: لم يلتفت الدارقطني إلى الخلاف في إبهام الصحابي وحمله على أنه هو رافع بن خديج، والله أعلم. وبهذا أكون قد انتهيت من طريق زيد بن أسلم. ولحديث رافع طريق أخرى: رواه هرير بن عبد الرحمن واختلف عليه: رواه عن هرير: أبو إسماعيل المؤدب إبراهيم بن سليمان، واختلف على أبي إسماعيل فيه: فرواه هارون بن معروف كما في العلل لابن أبي حاتم (٣٨٥). ومحمد بن بكار كما في المعجم الكبير للطبراني (٤/ ٢٧٧) ح ٤٤١٤. وموسى غير منسوب كما في التاريخ الكبير للبخاري (١/ ٢٨٩) و (٣/ ٣٠١)، لكن قال ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٢١) في ترجمة هرير بن عبد الرحمن روى عنه موسى بن عبيدة وأبو إسماعيل المؤدب .. وأبو معمر كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٦٦٠)، ويحيى بن عبد الحميد الحماني (حافظ إلا أنه متهم بسرقة الحديث) كما في معرفة الصحابة لأبي نعيم (٢٦٦)، خمستهم رووه عن أبي إسماعيل المؤدب (إبراهيم بن سليمان)، عن هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري، عن جده، أن رسول الله ﷺ قال لبلال: نور بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم. وخالفهم محمد بن الصباح الدولابي، أخرجه الدولابي في الكنى (٥١٨) قال: أخبرني =