بعض أصحابنا عن أحمد بن يحيى الحلواني، قال: حدثنا محمد بن الصباح الدولابي، حدثنا إبراهيم بن سليمان بن رزين بن إسماعيل المؤدب، قال: حدثنا هارون بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج، قال: قال رسول الله ﷺ: أسفر بصلاة الصبح قدر ما يرى القوم مواقع نبلهم. وشيخ الدولابي مبهم، والوهم منه وبقية رجال الإسناد من الثقات، والله أعلم. ورواه أبو داود الطيالسي في مسنده ط هجر (١٠٠٣)، ومن طريقه أبو نعيم في معرفة الصحابة (٢٦٦٠)، قال: حدثنا أبو إبراهيم، عن عبد الرحمن بن هرير بن رافع بن خديج، عن رافع. وفيه مخالفتان: الأولى: قوله: حدثنا أبو إبراهيم، وإنما هو إبراهيم بن سليمان أبو إسماعيل المؤدب كما رواه الجماعة. المخالفة الثانية: أنه رواه عن عبد الرحمن بن هرير، فقلب اسمه، وإنما هو هرير بن عبد الرحمن. ورواه ابن أبي شيبة كما في مسنده (٨٣)، وفي المطالب العالية (٢٥٨) أخبرنا الفضل بن دكين، أخبرنا إبراهيم بن إسماعيل المدني، قال: سمعت هرير بن عبد الرحمن، قال: سمعت جدي رافع بن خديج يقول: قال رسول الله: نوروا بالصبح. وهذا فيه خطأ من وجهين: الأول: قوله: إبراهيم بن إسماعيل، وإنما هو إبراهيم أبو إسماعيل، وهم فيه أبو نعيم. جاء في العلل لابن أبي حاتم علل (٢/ ٣٠١) «وسألت أبي عن حديث رواه أبو نعيم، عن إبراهيم بن إسماعيل بن مجمع، عن هرير بن عبد الرحمن، عن جده رافع بن خديج؛ قال: قال رسول الله ﷺ لبلال: نور بالفجر قدر ما يبصر القوم مواقع نبلهم. قال أبي: حدثنا هارون بن معروف وغيره، عن أبي إسماعيل إبراهيم بن سليمان المؤدب، عن هرير؛ وهو أشبه». الخطأ الثاني: قول هرير بن عبد الرحمن: سمعت جدي، هكذا رواه أبو نعيم، ولم ينفرد به، تابعه أبو سعيد مولى بني هاشم كما في التاريخ الكبير للبخاري (١/ ٢٨٩)، عن إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا هرير، سمعت جدي رافعًا. إلا أن الراجح أن التصريح بالسماع من قبيل الوهم، فإنك بالرجوع إلى من ترجم لهرير بن عبد الرحمن من الأئمة المتقدمين لا يذكرون أنه يروي عن جده، وإنما ذكروا أنه يروي عن أبيه، عن جده، قال البخاري في التاريخ الكبير (٨/ ٢٥٢): «هرير بن عبد الرحمن بن رافع بن خديج الأنصاري، عن أبيه، عن جده … ». وكذا فعل ابن أبي حاتم في الجرح والتعديل (٩/ ١٢١)، وابن حبان في الثقات (٧/ ٥٨٩) والمؤتلف والمختلف للدارقطني (٤/ ٢٣١٩)، وابن ماكولا في الإكمال (٧/ ٣١٤) وابن ناصر الدين في توضيح المشتبه (٩/ ١٤٧)، فلم يذكروا له رواية عن جده، بل إن ابن حبان ذكر في ثقاته أنه من أتباع التابعين، وبناء عليه لا يصح له سماع من أحد من الصحابة رضوان الله عليهم. =