وباقي رجاله ثقات، إلا أنه قد اختلف في وصله وإرساله، فرواه الحاكم هكذا موصولًا. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٣٧٧) من طريق الحاكم به، ثم قال: «هكذا روي بهذا الإسناد موصولًا، وروي مرسلًا، وهو أصح». قلت الطريق المرسل رواه الدارقطني في السنن (١/ ٥٠٥) من طريق محمد بن إسماعيل الحساني. والطبري في التفسير (٢٩٩٥) من طريق أبي أسامة. وأبو داود في المراسيل (٩٧) حدثنا أحمد بن يونس. والدارقطني (٣/ ١١٥) من طريق ابن أبي فديك. والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٥٥) من طريق عاصم بن علي. ومن طريق علي بن الجعد، ورواه ابن وهب في موطئه (٣٢٦)، ومن طريقه رواه البيهقي في السنن (٤/ ٣٦٤). سبعتهم، عن ابن أبي ذئب، عن الحارث بن عبد الرحمن، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: الفجر فجران .... وذكر الحديث مرسلًا. ورواه وكيع، كما في مصنف ابن أبي شيبة ت عوامة (٩١٦٤) عن ابن أبي ذئب، عن خاله، عن ثوبان، قال: قال رسول الله ﷺ: الفجر فجران، فأما الذي كذنب السرحان فإنه لا يحل شيئًا، ولا يحرمه، ولكن المستطير. فإن كان طريقًا مستقلًّا فرجاله كلهم ثقات وإلا كان اختلافًا ثالثًا على ابن أبي ذئب. وقد قال ابن عبد البر في الاستذكار ط دار الكتب العلمية (١/ ٣٩): «وقد غلط بعض من ألف في شرح الْمُوَطَّأ فزعم أن هذا الحديث رواه ثوبان عن النبي ﵇، وهذا غلط بين، أرسله محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان وليس بينه وبين ثوبان مولى رسول الله نسب». اه وله شواهد كثيرة: الشاهد الأول: ما رواه مسلم (١٠٩٤) من طريق حماد يعني ابن زيد، حدثنا عبد الله بن سوادة القشيري، عن أبيه، عن سمرة بن جندب ﵁، قال: قال رسول الله ﷺ: لا يَغْرَنَّكُم من سحوركم أذان بلال، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا. وحكاه حماد بيديه، قال: يعني معترضًا. =