للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدليل الخامس:

من النظر أن النوم قبلها قد يعرضها للفوات عن كل وقتها، أو عن أفضل وقتها،

وأما كراهية الحديث بعدها:

فعلله بعضهم بأن صلاة العشاء قد كفرت خطاياه، فينام على سلامة من اللغو الذي هو مظنة الإثم، وقد ختم الحفظة صحيفته بالعبادة.

وعلله آخرون: بأن السمر بعدها يعرض صاحبه إلى النوم عن صلاة الصبح، أو عن قيام الليل إن كان من أهله.

وقيل: علة الكراهة لأن الله تعالى جعل الليل سكنًا: أي يُسْكَنُ فيه، فإذا جعله للسهر والحديث جعله كالنهار، وهو مخالف لحكمة الله تعالى، وقد يعرضه لنوم النهار، فيفوته بذلك قيامه على معاشه، وما يصلح دنياه، قال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِبَاسًا وَالنَّوْمَ سُبَاتًا وَجَعَلَ النَّهَارَ نُشُورًا﴾ [الفرقان: ٤٧]، تنافيَ بين هذه العلل، والحكم قد يبعث عليه أكثر من علة تقتضيه، فلا مانع من القول بها كلها.

والحديث المكروه بعد العشاء: كل حديث لا حاجة فيه، ولا مصلحة. وليس

<<  <  ج: ص:  >  >>