للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

عن سليمان بن مسهر،

عن خرشة بن الحر، قال: رأيت عمر بن الخطاب يضرب الناس على السمر بعدها (١).

[صحيح] (٢).


(١) المصنف (٢١٣٢).
(٢) ورواه عبد الرزاق في المصنف (٢١٣٤) عن معمر.
وابن أبي شيبة في المصنف (٦٧٤٤) حدثنا وكيع، كلاهما عن الأعمش به. وهذه متابعة من وكيع للثوري، ولفظ وكيع بمثل لفظ الثوري.
ولفظ معمر، قال: رأى عمر بن الخطاب قومًا سمروا بعد العشاء، ففرق بينهم بالدرة، فقال: أسمرًا من أوله، ونومًا من آخره؟
ورواه أبو وائل شقيق بن سلمة، واختلف عليه فيه:
فرواه الأعمش كما في مصنف ابن أبي شيبة (٦٧٤٣) عن شقيق، عن سلمان بن ربيعة، قال: كان عمر بن الخطاب يجدب لنا السمر بعد صلاة النوم. وسنده صحيح. ومعنى: جدب: أي عاب وذم.
ورواه ابن أبي شيبة (٦٧٤٢) حدثنا أبو بكر بن عياش، عن أبي حصين، عن أبي وائل (شقيق بن سلمة) به، بنحوه.
وخالف الأعمشَ وأبا حصين اثنان:
أحدهما: عاصم بن أبي النجود، كما في شرح معاني الآثار (٤/ ٣٣٠) فرواه عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: جدب إلينا عمر السمر بعد العشاء الآخرة.
فوافق الأعمش في وقفه، وخالفه في إسناده، حيث أسقط سليمان بن ربيعة.
والثاني: عطاء بن السائب، حيث رواه عن شقيق، عن عبد الله، قال: جدب لنا رسول الله السمر بعد صلاة العتمة، فخالف الأعمش في إسناده، وفي رفعه.
رواه أبو داود الطيالسي (٢٥٨٠) وابن خزيمة (١٣٤٠)، وابن حبان (٢٠٣١) عن همام بن يحيى.
وابن أبي شيبة في المصنف (٦٦٧٨) وابن ماجه (٧٠٣)، وابن خزيمة (١٣٤٠)، والشاشي في مسنده (٦١٥)، والبيهقي في السنن (١/ ٦٦٣) عن محمد بن فضيل.
ورواه أحمد (١/ ٤١٠) من طريق خالد الطحان.
ورواه أيضًا (١/ ٣٨٨) من طريق الجراح بن مليح والد وكيع.
ورواه البزار في مسنده (١٧٤١) من طريق زياد بن عبد الله.
ورواه البزار في مسنده (١٧٤٠) وابن خزيمة (١٣٤٠) من طريق جرير بن عبد الحميد.
ورواه الشاشي في مسنده (٦١٤، ٦١٦)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (٤/ ٣٣٠) من طريق وهيب بن خالد، كلهم عن عطاء بن السائب، عن شقيق، عن عبد الله مرفوعًا.
ورفعُ هذا الحديث منكرٌ، تفرد به عطاء بن السائب، وكان قد اختلط في آخر عمره، ورواية جرير، والجراح، ووهيب وابن فضيل ممن سمع منه بعد الاختلاط، وهو لو لم يتغير فقد خالف من هو أوثق منه، قال ابن رجب في فتح الباري (٥/ ١٥٨): «هذا الحديث وَهِمَ عطاءُ ابن السائب في إسناده؛ فقد رواه الأعمش ومنصور وأبو حصين، عن أبي وائل، عن سلمان ابن ربيعة، قال: جدب لنا عمر السمر.
وخالفهم عطاء بن السائب وعاصم، فقالا: عن أبي وائل، عن ابن مسعود، ثم اختلفا، فرفعه عطاء، ووقفه عاصم، وَوَهِمَا في ذلك، والصحيح: قول منصور والأعمش - «قاله أبو بكر الأثرم».
وخالف جميع من ذكر حماد بن سلمة كما في شرح معاني الآثار للطحاوي (٤/ ٣٣٠) فرواه عن عطاء بن السائب، عن أبي وائل، عن عبد الله، قال: حبب إلينا رسول الله السمر بعد صلاة العشاء.
ولعلها انقلبت (جدب) إلى (حبب) فحاول الطحاوي أن يجمع بين الروايتين، فحمل (حبب إلينا السمر) على ما كان قربة، و (جدب) على ما كان ما ليس بقربة. ولا إخاله وفق في الجمع، فإن حمادًا لم يتابعه أحد على هذا اللفظ عن عطاء، وهو مشهور عنه باللفظ السابق، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>