كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=
الليل لولا المشقة على الناس، فإن هذه الجملة محفوظة من حديث المقبري، عن أبي هريرة، وإن اقتصر بعض الرواة على ذكر السواك.
وكنت قد بحثت هذا الحديث في كتابي موسوعة الطهارة، ولم أنشط في تخريجه، فما انكشف لي فيه ما انكشف لي في هذا التخريج، والله أعلم بالصواب.
هذا بيان الاختلاف على عبيد الله بن عمر في لفظ الحديث، وأما الاختلاف في إسناده:
فرواه من سبق، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد بن أبي سعيد، عن أبي هريرة.
وخالفهم بقية وأبو معشر:
فرواه النسائي في الكبرى (٣٠٣٨) من طريق بقية، عن عبيد الله بن عمر به، عن سعيد بن
أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله ﷺ: لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع الوضوء. فزاد في إسناده (أبا سعيد المقبري)، ولم يذكر صلاة العشاء.
وتابع أبو معشر بقية بذكر أبي سعيد المقبري إلا أنه جمع بين ذكر السواك مع الوضوء والصلاة، رواه النسائي في السنن الكبرى (٣٠٣٩)، ولفظه: لولا أن أشق على الناس لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء، ومع الوضوء بالسواك.
فخالف بقية وأبو معشر سبعة حفاظ رووه كلهم، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد، عن أبي هريرة، ولم يقولوا: عن أبيه. وكثير منهم لو انفرد لَقُدِّمَ على بقية وأبي معشر، فكيف وقد اتفقوا؟
وخلاصة البحث أن حديث أبي هريرة من طريق المقبري صحيح وقد حفظ لنا فيه قول النبي ﷺ لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بتأخير العشاء إلى ثلث الليل أو نصف الليل.
وأما رواية عبد الرحمن بن عبد الله السراج، فأخرجه النسائي في السنن الكبرى (٣٠٢٠)، والحاكم (٥١٦)، وعنه البيهقي (١/ ٥٨) من طريق أبي النعمان عارم بن الفضل البصري
وأخرجه الحاكم (٥١٦) وعنه البيهقي (١/ ٥٨) من طريق عبد الله بن عبد الوهاب الحَجَبي كلاهما (أبو النعمان والحجبي) قالا: حدثنا حماد بن زيد، حدثنا عبد الرحمن السراج عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مرفوعًا: لولا أن أشق على أمتي لفرضت عليهم السواك مع كل وضوء، زاد الحاكم والبيهقي: ولأخرت العشاء إلى نصف الليل.
وهذا الطريق ربما يرجح رواية من رواه عن عبيد الله بن عمر بالأمر بالسواك مع كل وضوء.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما وليس له علة.
والسراج ليس من رجال البخاري، وإن كان من رجال مسلم إلا أنه لم يخرج له مسلم عن المقبري شيئًا.
الطريق الثاني: الأعرج عن أبي هريرة.
رواه أحمد (٢/ ٢٤٥)، قال: حدثنا سفيان، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، يبلغ به النبي ﷺ: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة، وتأخير العشاء. =