كتاب موسوعة أحكام الصلوات الخمس

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

=
عن عبد الله بن المبارك، عن عبيد الله به، بذكر الجملة الأولى فقط: السواك، ولم يذكر تأخير العشاء.
وأظن مرد ذلك إلى اختصار الحديث، فبعضهم يذكره بتمامه، وبعضهم يقتصر على إحدى الجملتين.
ورواه خالد بن الحارث واختلف عليه فيه:
فرواه النسائي في السنن الكبرى (٣٠٢٥) أخبرنا إسماعيل بن مسعود، قال: حدثنا خالد، عن عبيد الله به، بذكر السواك مع الوضوء، ولم يذكر تأخير العشاء.
وأعاد إسناده النسائي في الكبرى (٣٠٢٤) عن إسماعيل بن مسعود به، إلا أنه قال: لأمرت بالسواك مع كل صلاة. ولم يذكر تأخير العشاء.
وخالف كل هؤلاء:
أبو أسامة وعبد الله بن نمير كما في مصنف ابن أبي شيبة (١/ ١٥٥) رقم ١٧٨٧، وسنن ابن ماجه (٢٨٧)، والنزول للدارقطني (٤١).
ومجاهد بن موسى كما في السنن الكبرى للنسائي (٣٠٢٢).
وهشام بن حسان كما في السنن الكبرى للنسائي (٣٠٣٦)، ومسند السراج (١١٣٤).
وعبدة بن سليمان كما في مسند أحمد (٢/ ٢٨٧)، ومسند السراج (١١٣٤)، خمستهم رووه عن عبيد الله بن عمر بلفظ: (لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة) بدلًا من قوله: (عند كل وضوء)، ولم يذكروا تأخير العشاء.
ورواه الترمذي (١٦٧) من طريق عبدة، فذكر الجملة الثانية من الحديث (لأمرتهم أن يؤخروا العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه.
ورواه حجاج بن منهال، واختلف عليه فيه.
فرواه الطحاوي (١/ ٤٤) حدثنا محمد بن خزيمة، حدثنا حجاج، حدثنا حماد بن سلمة، عن عبيد الله بن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة بلفظ: (عند كل صلاة).
وتابع أسد بن موسى حجاجًا، فرواه عن حماد به.
ورواه عبد القدوس بن محمد بن عبد الكبير، عند ابن حبان (١٠٧٠)، قال: حدثنا حجاج بن منهال، عن حماد بن سلمة به. بلفظ: عليكم بالسواك فإنه مطهرة للفم، مرضاة للرب. وهذه الرواية شاذة، وحكم بشذوذها الحافظ ابن حجر كما في التلخيص (١/ ١٠٠)، ولم يتابع أحد حمادًا بذكر هذا الحديث بهذا الإسناد. والله أعلم.
وهذا الاختلاف يظهر أن عبيد الله بن عمر رغم جلالة قدره في الحفظ والإتقان إلا أنه لم يضبط لفظ الحديث، فمرة يروي الأمر بالسواك مع كل وضوء، ومرة يروي الأمر بالسواك عند كل صلاة، ولو كان الاختلاف من راوٍ واحدٍ أو اثنين لأمكن الترجيح، ولا ينبغي الاختلاف في موضع الأمر بالسواك أن يؤثر على صحة الأمر بتأخير العشاء إلى ثلث الليل أو نصف =