للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


=
وقد خالف ابن إسحاق جماعة من الحفاظ، منهم: ابن المبارك، ويحيى بن سعيد، والحمادان، وأسامة، وعبد الله بن نمير، وهشام بن حسان، وخالد بن الحارث، كلهم يروونه عن عبيد الله ابن عمر، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة. لا يذكرون عطاء في الإسناد، وسوف يأتي تخريج هذه الرواية إن شاء الله. لهذا الاختلاف على محمد بن إسحاق، تجعل روايته ضعيفة.
فتارة ابن إسحاق يجعل الحديث من رواية زيد بن خالد. وتارة يجعله من حديث أبي هريرة.
وحديث أبي هريرة تارة يرويه عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة، وتارة يرويه عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة بإسقاط عطاء.
وقد يقول قائل: بأن الاختلاف على ابن إسحاق لا شك أنه يضعف روايته، لكن روايته عن أبي سلمة عن زيد بن خالد لا سبيل إلى تضعيفها، وقد توبع: تابعه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زيد.
قلت: لعل هذا ما جعل الترمذي يذهب إلى أن الحديثين كليهما محفوظ، قال في السنن (١/ ٣٤): «حديث أبي سلمة، عن أبي هريرة، وزيد بن خالد كلاهما عندي صحيح؛ لأنه قد روي من غير وجه، عن أبي هريرة، عن النبي». اه ولو رجحنا قول الترمذي فإنه يقصد والله أعلم حديث فضل السواك، وليس تأخير العشاء، فإن ذكر تأخير العشاء في حديث محمد بن عمرو ظاهر الشذوذ، وأكثر الرواة في حديث زيد بن خالد اقتصروا على ذكر السواك فقط.
وجاء ذكر تأخير العشاء من طرق أخرى عن أبي هريرة، منها:
الطريق الأول: سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة.
رواه عن سعيد بن أبي سعيد اثنان: عبيد الله بن عمر، وعبد الرحمن السراج.
فأما رواية عبيد الله بن عمر، فقد اختلف عليه في إسناده ولفظه:
فرواه يحيى بن سعيد القطان كما في مسند أحمد (٢/ ٢٥٠، ٤٣٣)، وصحيح ابن حبان (١٥٣١).
وداود بن عبد الرحمن العطار كما في صحيح ابن حبان (١٥٤٠).
وعبد الأعلى بن عبد الأعلى كما في حديث أبي الفضل الزهري (٣٠٣).
وإسحاق الأزرق كما في النزول للدارقطني (٣٩).
ومعتمر بن سليمان كما في النزول للدارقطني (٤٢).
وروح بن القاسم كما في النزول للدارقطني (٤٣)،
وحماد بن مسعدة كما في السنن الكبرى للبيهقي (١/ ٥٨) سبعتهم رووه بلفظ: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك مع الوضوء، ولأخرت العشاء إلى ثلث الليل، أو شطر الليل).
ورواه ابن حبان (١٥٣٩) عن يحيى مختصرًا بذكر الجملة الثانية: أعني تأخير العشاء إلى ثلث الليل أو شطر الليل.
ورواه الترمذي (١٦٧) من طريق عبدة، عن عبيد الله بن عمر به، بذكر الجملة الثانية من الحديث: (تأخير العشاء إلى ثلث الليل أو نصفه). ولم يذكر السواك.
ورواه عبد الله بن المبارك رواه النسائي في الكبرى (٣٠٢١) عن سويد بن نصر، =

<<  <  ج: ص:  >  >>