ويعلى، ومحمد ابنا عبيد كما في مسند أحمد (٤/ ١١٤)، ثلاثتهم رووه عن محمد بن إسحاق بذكر السواك، وتأخير العشاء إلى ثلث الليل. وقد رواه بن أبي شيبة في المصنف (١٧٨٦) والطبراني في المعجم الكبير (٥/ ٢٤٤) رقم ٥٢٢٤، عن يعلى بن عبيد به، بالاقتصار على السواك فقط، فيكون يعلى بن عبيد ممن اختلف عليه في ذكر تأخير العشاء في لفظ الحديث. وإذا تبين الاختلاف على أبي سلمة، فأي الروايتين أرجح؟: رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، أم رواية محمد بن إسحاق، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد؟ أما النسائي فقد رجح رواية محمد بن عمرو، فقال كما في تحفة الأشراف (٣/ ٢٤٤): «محمد ابن عمرو أصح من رواية ابن إسحاق في الحديث. رواه محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة». ولعل النسائي رأى أن حديث أبي هريرة رواه عنه جمع، منهم الأعرج والمقبري وغيرهما فرجح رواية محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة. فإن صح هذا الظن فإنه قد يناقش بأن الكلام ليس في ثبوت الحديث عن أبي هريرة، وإنما في تفرد محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة في هذا الحديث، ورواية محمد بن عمرو عن أبي سلمة فيها كلام، ولا يلزم من ثبوت الحديث عن أبي هريرة من طرق أخرى أن يكون ثابتًا من حديث أبي سلمة، وقد تفرد بهذا الطريق محمد بن عمرو، وعلى التسليم بأن رواية محمد بن عمرو محفوظة، فإن ذكر تأخير العشاء فيها ليس محفوظًا كما تبين لك من التخريج. ورجح البخاري حديث محمد بن إسحاق. انظر: تحفة الأشراف (١١/ ١٢). ولعل سبب الترجيح أن رواية محمد بن إسحاق لها متابع، فقد رواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زيد بن خالد، وهذا طريق صحيح، لا غبار عليه، وإن كان ليس فيه موضع الشاهد، وهو تأخير العشاء. إلا أن محمد بن إسحاق قد اختلف عليه في الحديث. فرواه أحمد (١/ ١٢٠) والطحاوي (١/ ٤٣) من طريق إبراهيم بن سعد، عن ابن إسحاق، عن عمه عبد الرحمن بن يسار، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبيه، عن علي. ورواه أحمد (٢/ ٥٠٩) عن ابن أبي عدي، والدارمي (١٤٨٤)، والدارقطني (ص: ١٢٦) من طريق أحمد بن خالد الوهبي، والنسائي في الكبرى (٣٠٤٠) من طريق محمد بن مسلمة، والطحاوي (١/ ٤٣) من طريق إبراهيم بن سعد كلهم، عن ابن إسحاق، عن سعيد المقبري، عن عطاء مولى أم صبية، عن أبي هريرة. =