للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فقوله: (أعتم بالصلاة ليلة) يدل على أن ذلك لم يكن من شأنه، ومثله قوله في حديث ابن عمر (شغل عنها ليلة) (١)، وقوله: (لا ندري أشيء شغله في أهله أو غير ذلك) وقوله في حديث أبي موسى (وافقنا النبي أنا وأصحابي، وله بعض الشغل في بعض أمره، فأعتم بالصلاة) (٢)، والفيصل في هذا حديث جابر: (كانوا إذا اجتمعوا عَجَّلَ، وإذا أبطؤوا أَخَّرَ) (٣).

• ويرد على هذا:

بأن يقال: إن تأخير الصلاة إلى ثلث الليل وإن كان عارضًا من حيث الفعل، فقد رغب فيه من حيث القول، وما منعه من تأخير الصلاة إلا خوف المشقة على الناس.

والجواب الثاني من حيث الرواية: قوله: (وكانوا يصلون فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل) قال ابن رجب: الظاهر أنها مدرجة من كلام الزهري (٤).


(١) رواه البخاري (٥٧٠)، ومسلم (٦٣٩) من طريق ابن جريج، عن نافع عن ابن عمر.
(٢) رواه البخاري (٥٦٧)، ومسلم (٦٤١) من طريق أبي أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى.
(٣) انظر: فتح الباري لابن حجر (٢/ ٤٨).
(٤) فتح الباري لابن رجب (٤/ ٣٨١).
حديث عائشة، رواه صالح بن كيسان كما في صحيح البخاري (٥٦٩)،
وشعيب كما في صحيح البخاري (٨٦٤)، كلاهما عن الزهري، عن عروة، عن عائشة، بزيادة (وكانوا يصلون العشاء فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل)، وقد أعاد البخاري رواية شعيب بنفس الإسناد دون هذه الزيادة انظر: (ح-٨٦٢).
ورواه عمرو بن عثمان، عن ابن حمير (هو محمد بن حمير صدوق)، قال: حدثنا ابن أبي عبلة، عن الزهري به، واختلف على عمرو بن عثمان:
فرواه النسائي (٥٣٥) أخبرنا عمرو بن عثمان، به، وفيه: (صلوها فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل). فجعلها سنة قولية.
ورواه الطبراني في مسند الشاميين (٧٦) من طريق إبراهيم بن محمد بن عرق الحمصي، حدثنا عمرو بن عثمان به،
بلفظ صالح بن كيسان وشعيب (كانوا يصلون العتمة فيما بين أن يغيب الشفق إلى ثلث الليل).
كما رواه الطبراني بهذا اللفظ (٧٦) من طريق خطاب (جد سلمة بن أحمد لأمه) مقرونًا برواية عمرو بن عثمان عن محمد بن حمير، به. =

<<  <  ج: ص:  >  >>