للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وعلى التسليم بأنه صلى قريبًا من نصف الليل فإنه مقدار زائد على تقدير من قدر انتهاء الوقت المختار بالثلث الأول من الليل حيث إن مقدار ما بين الثلث إلى النصف يقدر بسدس الليل تقريبًا، وهو مقدار ليس باليسير، والله أعلم.

الدليل الثالث:

(ح-٥٤٤) ما رواه أحمد، قال: حدثنا محمد بن أبي عدي، عن داود، عن أبي نضرة،

عن أبي سعيد، قال: انتظرنا رسول الله ليلة صلاة العشاء حتى ذهب نحو من شطر الليل، قال: فجاء فصلى بنا، ثم قال: خذوا مقاعدكم، فإن الناس قد أخذوا مضاجعهم، وإنكم لن تزالوا في صلاة منذ انتظرتموها، ولولا ضعف الضعيف، وسقم السقيم، وحاجة ذي الحاجة، لأخرت هذه الصلاة إلى شطر الليل (١).


= بلفظ: (حتى كاد يذهب شطر الليل أو إلى شطر الليل).
ورواه عبد بن حميد كما في المنتخب (١٢٩٢) حدثنا يونس بن محمد، حدثنا حماد بن سلمة، بلفظ: (إلى قريب من شطر الليل).
وخالفهم إبراهيم بن الحجاج كما في مسند أبي يعلى (٣٣٠٦)، ومن طريق أبي يعلى رواه ابن حبان في صحيحه (١٥٣٧)، فرواه عن حماد بن سلمة به، بلفظ: ( … إلى شطر الليل، ثم جاء).
لكن أعاده أبو يعلى (٣٣١٣) عن إبراهيم بن الحجاج بنفس اللفظ: (حتى ذهب شطر الليل، أو كاد يذهب شطر الليل) بالشك كرواية بهز بن أسد ومحمد بن كثير.
ورواه ابن حبان في صحيحه (١٧٥٠) من طريق هدبة بن خالد، عن حماد بن سلمة به، (أخر صلاة العشاء حتى إذا كان شطر الليل، ثم جاء … ).
فظهر أن التقدير تقريبي.
الطريق الثالث: قتادة، عن أنس.
رواه مسلم (٦٤٠) من طريق أبي يزيد سعيد بن الربيع،
والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٥٥١) من طريق عبيد الله بن عبد المجيد الحنفي، كلاهما عن قرة بن خالد، عن قتادة، عن أنس، بلفظ: ( .... حتى كان قريب من نصف الليل). وهذه متابعة لرواية ثابت، عن أنس.
ورواه أبو داود الطيالسي (٢١٠٨) ومن طريقه النسائي في الكبرى (٩٤٥٦)، حدثنا قرة به، بلفظ: (حتى مضى شطر الليل).
لكن رواه أبو عوانة في مستخرجه (١٠٧١) من طريق أبي داود الطيالسي مقرونًا بعفان بن سيار، كلاهما عن قرة به، بلفظ: ( … حتى كان قريبًا من نصف الليل).
(١) المسند (٣/ ٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>