الثاني: عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب: رواه الطبراني في الكبير (٤/ ١٧٦) ح ٤٠٥٩ من طريق عبد الله بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب به، ولم يذكر لفظه، وإنما قال: نحوه: أي نحو رواية ابن لهيعة. الثالث: ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، واختلف على ابن أبي ذئب: فرواه أبو داد الطيالسي كما في مسنده (٦٠١)، وشبابة بن سوار كما في العلل للدارقطني (٦/ ١٢٥)، كلاهما عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، عمن أخبره، عن أبي أيوب، كان رسول الله ﷺ يصلي المغرب لفطر الصائم، مبادرة طلوع النجوم. فجعلا الحديث من السنن الفعلية. ورواه أبو عامر العقدي كما في العلل للدارقطني (٦/ ١٢٥). وابن أبي فديك كما في العلل للدارقطني (٦/ ١٢٥). وحماد بن خالد الخياط كما في مسند أحمد (٥/ ٤٢١)، ثلاثتهم عن ابن أبي ذئب، عن يزيد، عن رجل سمع أبا أيوب يقول: قال رسول الله ﷺ: صلوا المغرب فطر الصائم، مبادرة طلوع النجوم. فجعلوا الحديث من السنن القولية. وخالفهم معاوية بن هشام كما في مصنف ابن أبي شيبة (٣٣٣٢)، فرواه عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن أبي حبيب، أنه بلغه عن أبي أيوب، أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: صلوا المغرب حين يفطر الصائم، مبادرة طلوع النجوم. وهذا وهم بلا شك من معاوية بن هشام، وهو صدوق له أوهام. فواضح اضطراب ابن أبي ذئب فيه، وقد جعلت هذا الطريق من الطرق التي وافق فيها ابن أبي ذئب حيوة على إسناد الحديث، وخالفه في متنه باعتبار أن الرجل المبهم في الإسناد هو أبو عمران، فإن كان غيره فإنه ينقل إلى من خالف حيوة إسنادًا ولفظًا، والله أعلم. والفرق بين رواية حيوة، وبين رواية ابن لهيعة وعبد الحميد وابن أبي ذئب: أن الأول ذكر الرواية موقوفة لفظًا، مشتملًا على إنكار أبي أيوب على عقبة تأخير المغرب، وفي المتن ما يشير إلى اعتبارها مرفوعة حكمًا حين قال: كيف كنتم تصلونها؟ قال: كنا نصليها حين تجب الشمس: والسؤال عن فعلهم وقت التشريع، وليس في الحديث مطلقًا ما يجعله من السنن القولية. أما روايتا ابن لهيعة وعبد الحميد فلم يذكرا القصة البتة، وجعلا الحديث من السنن القولية. وأما ابن أبي ذئب فتارة يجعله من السنن القولية، وتارة يجعله من السنن الفعلية. وأما من خالف حيوة بن شريح في إسناده ومتنه: فرواه محمد بن إسحاق، حدثني يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله، قال: لما قدم علينا أبو أيوب غازيًا، وعقبة بن عامرٍ يومئذٍ على مصر، فأخر المغرب، فقام إليه أبو أيوب، =