للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وجه الاستدلال:

قال ابن حزم في المحلى: «وقد علم كل من له علم بالمطالع، والمغارب، ودوران الشمس: أن البياض لا يغيب إلا عند ثلث الليل الأول؛ وهو الذي حد -عليه


=عن شعبة به.
رواه أحمد في المسند (٤/ ٢٧٢)،
ومحمد بن عبد الملك الدقيقي كما في سنن الدارقطني (١٠٥٩)
وسعيد بن مسعود كما في مستدرك الحاكم (٦٩٩)، ثلاثتهم عن يزيد بن هارون، عن شعبة، عن أبي بشر به، بلفظ: (كان يصليها مقدار ما يغيب القمر ليلة ثالثة، أو رابعة) بالشك.
ورواه الفضل بن سهل كما في الإغراب للنسائي (٢٦)،
وأبو غسان مالك بن يحيى الهمداني كما في مشكل الآثار (٣٧٨١) كلاهما عن يزيد بن هارون، عن شعبة، بلفظ: كان يصليها بقدر ما يغيب القمر ليلة رابعة. قال يزيد: فقلت لشعبة: إن هشيمًا حدثنا (ليلة ثالثة) فقال: كذلك؟ فقلت: نعم. قال: أو ليلة ثالثة.
فهذا واضح أن شعبة كان يجزم بأنه ليلة رابعة، فلما راجعه يزيد بن هارون، وذكر له رواية هشيم، قام الشك عند شعبة.
ورواه جعفر بن أحمد بن سنان الواسطي كما في المعجم الكبير للطبراني (٢١/ ١٣٨) ح ١٧٥، عن يزيد بن هارون، بلفظ: كان يصليها لمقدار ما يغيب القمر ليلة رابعة، قال يزيد: فقلت له: إن هشيمًا حدثنا به ليلة ثالثة، فقال يزيد: اجعله على الشك: (لليلة ثالثة أو رابعة) فعلى هذه الرواية يكون الشك باقتراح من يزيد بن هارون، ومعلوم أنه لن يفعل شعبة إلا وقد دخله الشك، فلو كان جازمًا بأنه سمعها ليلة رابعة لم يقبل من يزيد هذا.
ورواه البزار عن أحمد بن سنان الواسطي، ومحمد بن موسى القطان الواسطي قرنهما، عن يزيد بن هارون، بلفظ: (يصليها لسقوط القمر لثالثة) بلا شك.
وقد بينت لك أن الصحيح أنها ليلة ثالثة، وأن كل من روى الحديث قد جزم بأنه كان يصلي ليلة ثالثة، والله أعلم.
الطريق الثاني: عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير به، بإسقاط بشير بن ثابت.
أخرجه الطيالسي (٨٣٤)، وابن أبي شيبة (٣٣٣٤)، وأحمد (٤/ ٢٧٠)، والطحاوي في مشكل الآثار (٣٧٨٢، ٣٧٨٣)، والطبراني في الكبير (٢١/ ١٣٧) ح ١٧٤، والحاكم (٦٩٨) عن هشيم، عن أبي بشر، عن حبيب بن سالم به. قال الحاكم: وهو إسناد صحيح.
جاء في المراسيل لابن أبي حاتم (٧٣): قال أحمد بن حنبل: حدثني يحيى بن سعيد القطان، قال: قال شعبة: لم يسمع أبو بشر من حبيب بن سالم.
وقال أبو زرعة كما في العلل لابن أبي حاتم (٥٠٥): حديث بشير بن ثابت أصح. يعني رواية أبي عوانة وشعبة، عن أبي بشر، عن بشير بن ثابت، عن حبيب بن سالم.
وسبق لنا أن الترمذي قال: حديث أبي عوانة أصح عندنا. يعني أصح من رواية هشيم بن بشير.

<<  <  ج: ص:  >  >>