أخرجه النسائي في السنن الكبرى (٣٦٠)، والطبراني في الكبير (٥/ ١٢١) ح ٤٨٠٨ عن محمد بن المثنى، قال: حدثني عثمان بن عثمان الغطفاني، وكان ثقة، قال: أنبأ ابن أبي ذئب، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب به. قال أبو عبد الرحمن النسائي: هذا خطأ، والصواب: ابن أبي ذئب، عن الزبرقان بن عمرو بن أمية، عن زيد بن ثابت، وأسامة بن زيد. اه فرجح النسائي الإسناد المنقطع؛ لأن الزبرقان لا يصح له رواية عن أحد من الصحابة كما تقدم. الطريق الثاني: عمرو بن أبي حكيم، عن الزبرقان، عن عروة بن الزبير، عن زيد بن ثابت. أخرجه أحمد (٥/ ١٨٣)، وابن جرير في التفسير (٤/ ٣٦٢)، وأبو داود (٤١١)، والنسائي في الكبرى (٣٥٥)، وابن عبد البر في التمهيد (٤/ ٢٨٦)، والمزي في تهذيب الكمال (٢١/ ٥٩١) عن محمد بن جعفر. وأخرجه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ٣٥٥)، الطبراني في الكبير (٥/ ١٢٥)، والبيهقي في السنن الكبرى (١/ ٦٧٢) من طريق عمرو بن مرزوق، والبخاري في التاريخ الكبير (٣/ ٤٣٤) من طريق عبد الصمد، ثلاثتهم عن شعبة، عن عمرو بن أبي حكيم، عن الزبرقان، عن عروة، عن زيد بن ثابت، قال: كان رسول الله ﷺ يصلي الظهر بالهاجرة، ولم يكن يصلي صلاةً أشدَّ على أصحاب النبي ﷺ منها، قال: فنزلت: ﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: ٢٣٨]، قال: إن قبلها صلاتين، وبعدها صلاتين. وليس فيه ذكر لأسامة بن زيد، وزاد في الإسناد ذكر عروة بين الزبرقان وبين زيد بن ثابت. فكان الحديث دائرًا بين ابن أبي ذئب وبين عمرو بن أبي حكيم. فابن أبي ذئب أحفظ من عمرو بن أبي حكيم، وقد جمع بين رواية زيد بن ثابت، ورواية أسامة بن زيد، وجعل رواية زيد بن ثابت موقوفة عليه، ورواية أسامة مرفوعة، والإسناد فيه انقطاع بين الزبرقان وبين زيد بن ثابت وأسامة بن زيد. ورواية عمرو بن أبي حكيم، زاد في الإسناد عروة، فوصل الإسناد على قول من يرى أن عروة قد سمع من زيد بن ثابت، وجعل رواية زيد بن ثابت مرفوعة بدلًا من كونها موقوفة، وأسقط أسامة بن زيد من روايته. وقد رجح الإمام النسائي رواية ابن أبي ذئب المنقطعة. كما أن رواية عمرو بن أبي حكيم لا تسلم هي الأخرى، ففي سماع عروة من زيد بن ثابت، خلاف بين العلماء، والله أعلم. وأما رواية أبي داود الطيالسي في ذكر (زهرة) بين الزبرقان وزيد بن ثابت فهي رواية شاذة، والله أعلم. وقد ثبت قول زيد ﵁ أن الصلاة الوسطى هي الظهر موقوفًا عليه من غير طريق الزبرقان.=