للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الدليل الثاني:

(ح-٤٩٩) ما رواه البخاري من طريق عبد الله (يعني ابن المبارك)، قال: أخبرنا أبو بكر بن عثمان بن سهل بن حنيف، قال:

سمعت أبا أمامة بن سهل، يقول: صلينا مع عمر بن عبد العزيز الظهر، ثم خرجنا حتى دخلنا على أنس بن مالك، فوجدناه يصلي العصر، فقلت: يا عم ما هذه الصلاة التي صليت؟ قال: العصر، وهذه صلاة رسول الله التي كنا نصلي معه (١).

قال ابن بطال: «قول أنس: (هذه صلاة رسول الله التي كنا نصليها معه)، يدل على أن سنته تعجيل العصر في أول وقتها» (٢).

الدليل الثالث:

(ح-٥٠٠) ما رواه مسلم من طريق ابن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن يزيد بن أبي حبيب، أن موسى بن سعد الأنصاري، حدثه عن حفص بن عبيد الله،

عن أنس بن مالك، أنه قال: صلى لنا رسول الله العصر، فلما انصرف أتاه رجل من بني سلمة، فقال: يا رسول الله، إنا نريد أن ننحر جزورًا لنا، ونحن نحب أن تحضرها، قال: نعم، فانطلق، وانطلقنا معه، فوجدنا الجزور لم تنحر، فنحرت، ثم قطعت، ثم طبخ منها، ثم أكلنا قبل أن تغيب الشمس (٣).

وروى الشيخان نحوه من مسند رافع بن خديج (٤).

قال صاحب فيض الباري: «قد يستدل به على تعجيل العصر، ولا دليل فيه أصلًا، فإنه يمكن مثله بعد المثلين أيضًا. وقد نقل عن بعض السلاطين ما هو أعجب منه؛ حكي عن بعض سلاطين دِهْلى يصلي صلاة العيد، ثم ينحر أضحيته، فإذا فرغ من الخطبة، فإذا اللحم قد نضج، فكان يأكل» (٥).


(١) صحيح البخاري (٥٤٩)، ومن طريق ابن المبارك رواه مسلم (٦٢٣).
(٢) شرح صحيح البخاري لابن بطال (٢/ ١٧٤).
(٣) صحيح مسلم (٦٢٤).
(٤) صحيح البخاري (٢٤٨٥)، وصحيح مسلم (٦٢٥).
(٥) فيض الباري على صحيح البخاري (٤/ ٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>