للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أن عائشة، قالت: كان رسول الله يصلي العصر، والشمس لم تخرج من حجرتها. وقال أبو أسامة، عن هشام: من قعر حجرتها.

وجه الاستدلال:

الحديث دليل على أن العصر يأتي على الصحابة، والشمس لا زالت في صحن الحجرة، وهو أيضًا دليل على قصر الجدار، وضيق الساحة، والحجرة: هي الدار، وكل ما حجر وأحيط به البناء، فهو حجرة.

وفسر ظهور الفيء: أي غلبته على الشمس، فيكون المعنى: لم يكن الفيء أكثر من الشمس حين صلى العصر، كما يقال: ظهر فلان على فلان إذا غلب عليه (١).

• ورد الحنفية بجوابين:

الجواب الأول:

قال بعض الحنفية: لا دلالة في هذا الحديث على تعجيل العصر، فالجدر كانت قصيرة، فلم تكن تنقطع من غرفتها إلا بقرب الغروب (٢).

• ورد هذا الجواب:

بأن دلالة الحديث على قصر الجدار ظاهر، وأما دعوى أن الشمس لا تنقطع من غرفتها إلا بقرب الغروب فبعيد؛ لأن معنى ذلك أن الجدار لا يستر أهله، وحجر أزواجه لم تكن متسعة، وضوء الشمس لا يكون باقيًا في قعر الحجرة إلا وهي قائمة مرتفعة، فدل على أن الصلاة كانت في أول الوقت.

الجواب الثاني للحنفية:

أن الحديث محمول على جواز الصلاة في أول الوقت، ولا يخالف في ذلك الحنفية، وإنما الخلاف في الاستحباب، فالجمهور يرون استحباب التقديم، والحنفية يرون استحباب التأخير.

• ورد هذا الجواب:

بأن التعبير ب (كان) يدل على أن هذا هو الغالب من فعل الرسول .


(١) انظر: فتح الباري لابن رجب (٤/ ٢٧٧).
(٢) انظر: شرح معاني الآثار (١/ ١٩٣)، فيض الباري (٢/ ١٢٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>