وقال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح غريب، فحكم عليه بالصحة، والغرابة، وإنما كان غريبًا لأنه لم يروه عن وهب بن كيسان إلا الحسين بن علي الأصغر على قلة حديثه. والحسين بن علي قد وثقه النسائي، وذكره ابن حبان في الثقات، وصحح الترمذي حديثه، وقال ابن حجر: صدوق. ولم يتفرد به الحسين بن علي بن الحسين. الثاني: عطاء بن أبي رباح، عن جابر ﵁. رواه برد بن سنان، وسليمان بن موسى، وعبد الكريم بن أبي المخارق، وابن جريج، عن عطاء، كلهم قالوا: عن جابر، إلا ابن جريج أرسله عن عطاء، وإليك تفصيل رواياتهم: أما رواية برد بن سنان: فرواها النسائي في المجتبى (٥١٣)، وفي الكبرى (١٥١٩)، والطبراني في الأوسط (١٦٨٩)، وفي مسند الشاميين (٣٧٨)، وابن عبد البر في التمهيد (٨/ ٣٠) من طريق قدامة بن شهاب، عن برد بن سنان، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله أن جبريل أتى النبي ﷺ يعلمه مواقيت الصلاة، فتقدم جبريل، ورسول الله ﷺ خلفه، والناس خلف رسول الله ﷺ، فصلى الظهر حين زالت الشمس، وأتاه حين كان الظل مثل شخصه فصنع كما صنع، فتقدم جبريل ورسول الله ﷺ خلفه، والناس خلف رسول الله ﷺ فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس فتقدم جبريل ورسول الله ﷺ خلفه، والناس خلف رسول الله ﷺ فصلى المغرب، ثم أتاه حين غاب الشفق فتقدم جبريل ورسول الله ﷺ خلفه، والناس خلف رسول الله ﷺ فصلى العشاء، ثم أتاه حين انشق الفجر فتقدم جبريل ورسول الله ﷺ خلفه، والناس خلف رسول الله ﷺ فصلى الغداة، ثم أتاه اليوم الثاني حين كان ظل الرجل مثل شخصه فصنع مثل ما صنع بالأمس فصلى الظهر، ثم أتاه حين كان ظل الرجل مثل شخصيه، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى العصر، ثم أتاه حين وجبت الشمس، فصنع كما صنع بالأمس، فصلى المغرب، فنمنا ثم قمنا، ثم نمنا ثم قمنا، فأتاه فصنع كما صنع بالأمس فصلى العشاء، ثم أتاه حين امتد الفجر وأصبح، والنجوم بادية مشتبكة، فصنع كما صنع بالأمس فصلى الغداة، ثم قال: ما بين هاتين الصلاتين وقت. وفي إسناده برد بن سنان: قال فيه أحمد: صالح الحديث، وقال أبو داود: قلت لأحمد: برد بن سنان قال: ليس به بأس، ولكن كان يرى القدر … ووثقه ابن معين والنسائي، وقال أبو زرعة: لا بأس به. وضعفه ابن المديني، وقال أبو حاتم: ليس بالمتين، وقال مرة: كان صدوقًا قدريًّا. فالذي يظهر أن حديثه لا ينزل عن رتبة الحسن. وانظر: ميزان الاعتدال (١/ ٣٠٣). وفي إسناده قدامة بن شهاب روى له النسائي هذا الحديث، ولم يخرج له غيره، قال فيه =