للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= في صلاة جبريل بالنبي ».
وصححه ابن خزيمة، وقال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.
وقد اختلف على نافع بن جبير بن مطعم في حرف منه:
فرواه حكيم بن حكيم (صدوق مختلف فيه)، عن نافع بن جبير بن مطعم، وفي آخره، قال جبريل: هذا وقتك ووقت الأنبياء من قبلك).
ورواه عتبة بن مسلم (ثقة) عن نافع بن جبير، بلفظ: (يا محمد الصلاة فيما بين صلاتك اليوم وصلاتك بالأمس)، ولم يقل فيه: وقت الأنبياء قبلك، وهذا هو المحفوظ، وقد رويت إمامة جبريل بالنبي من حديث جابر، وحديث أبي سعيد الخدري، وحديث أبي هريرة، وحديث أنس، ولم يذكر أحد منهم قوله: هذا وقت الأنبياء قبلك.
وقد أعلها ابن عبد البر في التمهيد، وقال ابن رجب في شرح البخاري (٢/ ٣٢٢): «إن صح هذا فيحمل على أن الأنبياء كانت تصلي هذه الصلوات دون أممهم». اه
ويصعب إثبات مثل هذا. فالذي يظهر أنها غير محفوظة، والله أعلم ..
ورويت إمامة جبريل بالنبي من حديث أبي مسعود الأنصاري في الصحيحين، إلا أن فيه أن النبي صلى به خمس صلوات في يوم واحد، ولم يذكر الصلاة في اليوم الثاني، فكأن الحديث في تعليم النبي صفة الصلاة، وليس في إيقافه على مواقيت الصلاة، فتكون إمامة جبريل بالنبي وقعت مرتين: مرة لتعليمه صفة الصلاة، وهذا ثابت في الصحيحين من حديث أبي مسعود ، ومرة لتعليمه مواقيت الصلاة، وهذا جاء من حديث ابن عباس وجابر، وأبي هريرة وأبي سعيد، وأنس وغيرهم، فليتأمل، فلو كانت إمامة جبريل بالنبي وقعت مرة واحدة لكان هناك اختلاف بين حديث أبي مسعود، وحديث ابن عباس وجابر وأبي هريرة وغيرهم، فإما أن نرجح، فنقول حديث أبي مسعود أرجح لروايته في الصحيحين، وإما أن نقول: إن حديث ابن عباس وجابر قد اشتملا على زيادة، فتقبل، وتعتبر من زيادات الثقة. والذي أميل إليه أن صلاة جبريل وقعت مرتين: مرة لتعليم صفة الصلاة، ومرة لتعليم أوقاتها، فالأول نقله لنا حديث أبي مسعود الأنصاري، والثاني: نقله لنا حديث ابن عباس وجابر، والله أعلم، لهذا الفهم لم أخرج حديث أبي مسعود الأنصاري ضمن أحاديث المواقيت، وقد سبق تخريجه ولله الحمد في أحاديث الإبراد بالصلاة، فانظره هناك، والله أعلم، ولحديث ابن عباس شواهد منها:
الشاهد الأول: حديث جابر .
رواه أحمد (٣/ ٣٣٠)، قال: حدثنا يحيى بن آدم، حدثنا ابن المبارك، عن حسين بن علي، قال: حدثني وهب بن كيسان،
عن جابر بن عبد الله وهو الأنصاري، أن النبي جاءه جبريل، فقال: قُمْ فَصَلِّهْ، فصلى الظهر حين زالت الشمس، ثم جاءه العصر، فقال: قم فَصَلِّهْ، فصلى العصر حين صار ظل =

<<  <  ج: ص:  >  >>