فقد رواه ابن أبي خيثمة في التاريخ الكبير (٤٢١) حدثنا أحمد بن محمد بن أيوب، قال: حدثنا إبراهيم يعني ابن سعد عن ابن إسحاق، عن عتبة بن مسلم مولى بني تيم، عن نافع بن جبير - وكان نافع كثير الرواية- عن ابن عباس، قال: لما فرضت الصلاة على رسول الله ﷺ أتاه جبريل فصلى به الصبح حين صلى الفجر. ثم ذكر الحديث. وجعل الصلاة الأولى صلاة الصبح. وقوله: (حين صلى الفجر) الصواب: حين طلع الفجر. وأحمد بن محمد بن أيوب تقدمت ترجمته في كتاب الأذان، انظر: ح (١٢١)، وفيه غفلة، ويتجنب ما ينفرد به، وهو هنا لم يتفرد. فقد رواه ابن هشام في السيرة النبوية (٢/ ٨٤) قال: قال ابن إسحاق، وحدثني عتبة بن مسلم مولى بني تيم عن نافع بن جبير بن مطعم - وكان نافع كثير الرواية- عن ابن عباس، قال: وذكر الحديث، وبدأ بصلاة الظهر، وهذا اللفظ أولى من لفظ أحمد بن محمد بن أيوب. وابن هشام يروي السيرة عن زياد بن عبد الله البكائي، فأحيانًا يذكر الواسطة، وأحيانًا يحذفها اختصارًا، والبكائي ثقة ثبت في مغازي ابن إسحاق، فيه ضعف إذا روى عن غيره. وقوله: (وكان نافع كثير الرواية) يقصد للحديث، وليس لحديث ابن عباس، ذلك أنه مقل في الرواية عن ابن عباس، وعلى هذا التفسير يكون الإسناد متصلًا كرواية الجماعة. كما رواه عبد الله بن عمر العمري، واختلف على العمري فيه: فرواه إسماعيل بن عياش كما في التاريخ الكبير لابن أبي خيثمة (٤١٩)، وسنن الدارقطني (١٠١٦)، عن عبد الله بن عمر، عن زياد بن أبي زياد مولى عياش بن أبي ربيعة، عن نافع بن جبير بن مطعم، عن ابن عباس. ورواية إسماعيل بن عياش عن غير أهل بلده فيها ضعف، وهذه منها. وخالفه عبد الرزاق كما في المصنف (٢٠٢٩)، ومن طريقه الطبراني في المعجم الكبير (١٠/ ٣١٠) ح ١٠٧٥٥، فرواه عن عبد الله بن عمر، عن عمر بن نافع بن جبير بن مطعم، عن أبيه، عن ابن عباس. وهذا الإسناد وإن كان هو الراجح من رواية العمري إلا أن عبد الله العمري ضعيف في نفسه، وعمر بن نافع لم أقف له على ترجمة. فالحديث بمجموع طرقه حديث حسن، وقد قال الترمذي فيه حديث حسن، كذا في أكثر النسخ، وجاء في نسخة، حديث حسن صحيح. وقال ابن عبد البر (٨/ ٢٨): «تكلم بعض الناس في إسناد حديث ابن عباس هذا بكلام لا وجه له، وهو والله كلهم معروفو النسب مشهورون بالعلم، وقد خرجه أبو داود وغيره». وقال القاضي أبو بكر بن العربي في عارضة الأحوذي (١/ ٢٠٥) حديث ابن عباس اجتنبه قديمًا الناس، وما حقه أن يجتنب، فإن طريقه صحيح ..... لا سيما وأصل الحديث صحيح =