ورواه تمام في فوائده (٣٢٩) من طريق عبد الله بن جعفر والد علي بن المديني. ورواه الأزرقي في تاريخ مكة (١/ ٣٥٠) من طريق مسلم بن خالد، كلهم (الثوري، وعبد الرحمن بن أبي الزناد، والمغيرة بن عبد الرحمن، وسليمان بن بلال، وعبد العزيز ابن محمد، وعبد الله بن جعفر، ومسلم بن خالد) سبعتهم رووه عن عبد الرحمن بن الحارث بن عياش بن أبي ربيعة، عن حكيم بن حكيم بن عباد بن حنيف، عن نافع بن جبير ابن مطعم، عن ابن عباس. وخالف هؤلاء اثنان على اختلاف بينهم: الأول: عبد العزيز بن سلمة الماجشون، كما في تاريخ ابن أبي خيثمة (٤٢٠)، قال: أخبرنا عبد الرحمن بن الحارث، عن نافع بن جبير، قال: قال رسول الله ﷺ أمني جبريل عند البيت مرتين. فأرسله، عن نافع، وأسقط حكيم بن حكيم. وابن الماجشون (ثقة ثبت). الثاني: يحيى بن عبد الله بن سالم، أخرجه ابن وهب في الجامع (٣٢٤)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (١٤٦)، فرواه عن عبد الرحمن بن الحارث، عن نافع بن جبير، عن ابن عباس مرفوعًا، فوصله، إلا أنه أسقط حكيمًا من إسناده. ويحيى صدوق. وهذان الطريقان شاذان، لا يعارضان رواية الجماعة، والله أعلم، إلا أن في إسناد الجماعة عبد الرحمن بن الحارث مختلف فيه: قال فيه أبو حاتم الرازي: شيخ، ضعفه علي بن المديني، والنسائي وأحمد، ونقل ابن الجوزي عن أحمد في الضعفاء أنه قال: متروك، وقال النسائي في أخرى: ليس بالقوي. وقال فيه يحيى ابن معين: صالح، وقال مرة: ليس به بأس. ووثقه العجلي، وابن حبان، وقال محمد بن عبد الله بن نمير: لا أقدم على ترك حديثه. فالذي يظهر من حاله أن في حفظه شيئًا لا يرقى إلى تحسين حديثه فيما ينفرد به إلا أنه هنا لم يتفرد، فقد توبع، وهذا ما يقوي حديثه. فقد رواه محمد بن نصر المروزي في تعظيم قدر الصلاة (٣١) والدارقطني في السنن مختصرًا (١٠١٥)، من طريق سليمان بن بلال، قال: حدثنا عبد الرحمن بن الحارث، ومحمد ابن عمرو بن علقمة الليثي، عن حكيم بن حكيم به بنحو حديث سفيان. ومحمد بن عمرو حسن الحديث، وإنما تُكُلِّمَ في روايته عن أبي سلمة. كما أن في إسناده حكيم بن حكيم بن عباد الحنفي، قال النسائي: ليس به بأس، وقال أحمد: ما أعلم إلا خيرًا، ووثقه العجلي، وذكره ابن حبان في الثقات، وقال ابن القطان الفاسي: لا يعرف حاله، وقال ابن سعد: كان قليل الحديث، ولا يحتجون بحديثه، وقال ابن حجر في التقريب: صدوق، فحديثه لا ينزل عن رتبة الحسن، =