ورواه عن أبي خلدة جماعة، منهم: الأول: حرمي بن عمارة (صدوق يهم)، وقال أحمد كلامًا معناه: أنه صدوق، ولكن كانت فيه غفلة، وقد اختلف على حرمي بن عمارة. فقد رواه البخاري (٩٠٦) والبيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٧٢)، عن محمد بن أبي بكر المقدمي، قال: حدثنا حرمي بن عمارة، قال: حدثنا أبو خلدة به، بلفظ: (كان النبي إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. يعني الجمعة). ورواه الطحاوي في شرح معاني الآثار (١/ ١٨٨) حدثنا ابن أبي داود، قال: حدثنا المقدمي به، وليس فيه قوله: (يعني الجمعة). ورواه إسحاق بن منصور كما في صحيح ابن خزيمة (١٨٤٢) حدثنا حرمي بن عمارة، وفيه: سمعت أنس بن مالك، وناداه يزيد الضبي يوم الجمعة في زمن الحجاج، فقال: يا أبا حمزة قد شهدت الصلاة مع رسول الله ﷺ وشهدت الصلاة معنا، فكيف كان رسول الله ﷺ يصلي؟ فقال: كان رسول الله ﷺ إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. ولم يذكر في الحديث، ولا أن السؤال كان عن صلاة الجمعة، وإنما كان سؤاله إياه في يوم الجمعة. ورواه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ٢٧١، ٢٧٢) من طريق هارون الحمال، حدثنا حرمي بن عمارة، بلفظ: سمعت أنس بن مالك، وناداه يزيد الضبي يوم جمعة: يا أبا حمزة، قد شهدت الصلاة مع رسول الله ﷺ وشهدت الصلاة معنا، فكيف كان رسول الله ﷺ يصلي الجمعة؟ فقال: كان إذا اشتد البرد بكر بالصلاة، وإذا اشتد الحر أبرد بالصلاة. اه فهنا ذكر في الحديث قصة، وأن السؤال كان من يزيد الضبي، ووقع جوابًا: كيف كان رسول الله ﷺ يصلي الجمعة؟ هذا هو الاختلاف على حرمي بن عمارة، فتارة يذكرها في الحديث (يعني الجمعة) وتارة لا يذكرها، وتارة يذكر أن يزيد الضبي سأل أنسًا يوم الجمعة، كيف كان رسول الله ﷺ يصلي؟ وهي رواية إسحاق بن منصور عن حرمي بن عمارة. وفي رواية هارون الحمال: كيف كان رسول الله ﷺ يصلي الجمعة؟ والذي يظهر لي أن السؤال وقع يوم الجمعة، كما هي رواية إسحاق بن منصور، فحمله=