الأول: الاختلاف على إسحاق الأزرق. والثاني: الاختلاف على قيس بن أبي حازم. فأما الاختلاف على إسحاق الأزرق، فذكره ابن أبي حاتم في العلل: قال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٨٩) ح ٣٧٨: سمعت أبي يقول: سألت يحيى بن معين، وقلت له: حدثنا أحمد بن حنبل بحديث إسحاق الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ، أنه قال: أبردوا بالظهر، وذكرته للحسن بن شاذان الواسطي فحدثنا به. وحدثنا أيضًا عن إسحاق (الأزرق)، عن شريك، عن عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ بمثله. قال يحيى (ابن معين): ليس له أصل، إنما نظرت في كتاب إسحاق، فليس فيه هذا. قلت لأبي: فما قولك في حديث عمارة بن القعقاع، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ الذي أنكره يحيى؟ قال: هو عندي صحيح، وحدثنا أحمد بن حنبل ﵀، بالحديثين جميعًا عن إسحاق الأزرق. قلت لأبي: فما بال يحيى نظر في كتاب إسحاق فلم يجده؟ قال: كيف؟ نظر في كتابه كله؟ إنما نظر في بعض، وربما كان في موضع آخر». ومما يؤيد ما قاله أبو حاتم أن أحمد قال فيما رواه عنه ابنه عبد الله: كان وقع إلينا كتاب إسحاق الأزرق، فانتخبت منه هذا الحديث. تهذيب الكمال (٣١/ ٤٢٥)، وهو دليل على وجود هذا الحديث في كتاب إسحاق الأزرق إلا أن يقصد يحيى بن معين حديث عمارة بن القعقاع، والله أعلم. وأما الاختلاف على قيس بن أبي حازم، فذكره البخاري، قال في التاريخ الكبير (٢/ ١٣٣): «قال لي صدقة: أخبرنا إسحاق الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة، عن النبي ﷺ، قال: أبردوا بالظهر. وقال لنا موسى: عن أبي عوانة، عن طارق، عن قيس، عن عمر قوله. وقال وكيع: عن ابن أبي خالد، عن قيس، كان يقال: وسمع أنسًا». وقال ابن أبي حاتم في العلل (٢/ ٢٨٥) ح: ٣٧٦: «سألت أبي عن حديث؛ رواه إسحاق الأزرق، عن شريك، عن بيان، عن قيس، عن المغيرة بن شعبة، عن النبي ﷺ، أنه قال: أبردوا بالظهر. قال أبو محمد: ورواه أبو عوانة، عن طارق، عن قيس قال: سمعت عمر بن الخطاب قوله: (أبردوا بالصلاة) قال أبي: أخاف أن يكون هذا الحديث يدفع ذاك الحديث. قلت: فأيهما أشبه؟ قال: كأنه هذا، يعني حديث عمر. قال أبي في موضع آخر: لو كان عند قيس عن المغيرة، عن النبي ﷺ، لم يحتج أن يفتقر إلى أن يحدث عن عمر، موقوفًا». وهذا يدل على أن قول أبي حاتم فيما سبق عند ذكر الاختلاف على إسحاق الأزرق، قال: =