ومعجم ابن المقرئ (٨٤٥). ويحيى بن معين كما في رواية أبي منصور الشيباني (٢٠)، والفوائد المعلل لأبي زرعة (١٨٩)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (١/ ١٨٧)، أربعتهم (أحمد، وصدقة، وتميم، وابن معين) عن إسحاق بن يوسف الأزرق، عن شريك به. والحديث أُعِلَّ بعلتين: الأولى: قال ابن حبان: تفرد به إسحاق بن يوسف الأزرق. اه والحق أن إسحاق ثقة، وقد قال الذهبي في السير (٨/ ٢٠١): يقال: إن إسحاق الأزرق أخذ عنه -أي عن شريك- تسعة آلاف حديث. اه فإذا كان مكثرًا عن شريك لم يستغرب تفرده، ولو أعله بتفرد شريك لكان له وجه؛ لأنه أضعف رجل في الإسناد، وقد ساء حفظه بعد أن تولى القضاء، فصار العلماء لا يقبلون ما يتفرد به، أو يخالف غيره، إلا أن يقال: إن شريكًا له دراية بحديث أهل الكوفة، وبيان بن بشر رجل كوفي، وقد قال ابن المبارك: هو أعلم بحديث الكوفيين من الثوري، فذكر ذلك لابن معين، فقال: ليس يقاس بسفيان أحد، لكن شريك أروى منه في بعض المشايخ. انظر: سير أعلام النبلاء (٨/ ٢٠٢). ولأن شريكًا إنما تغير حفظه بعد ما ولي القضاء، فمن سمع منه قديمًا فلا بأس به، قال ابن حبان: «سماع المتقدمين عنه الذين سمعوا منه بواسط ليس فيه تخليط مثل يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق وسماع المتأخرين عنه بالكوفة فيه أوهام كثيرة». الثقات (٨٥٠٧). وقد روى الترمذي عن البخاري فيما نقله البيهقي عنه أن شريكًا لم يتفرد به، قال البيهقي في السنن الكبرى (١/ ٦٤٥): قال أبو عيسى الترمذي: فيما بلغني عنه سألت محمدًا يعني البخاري، عن هذا الحديث فعده محفوظًا، وقال: رواه غير شريك، عن بيان، عن قيس عن المغيرة قال: كنا نصلي الظهر بالهاجرة، فقيل لنا: أبردوا بالصلاة، فإن شدة الحر من فيح جهنم. رواه أبو عيسى، عن عمر بن إسماعيل بن مجالد، عن أبيه، عن بيان كما قال البخاري». فإن كان هذا ما قصده الإمام البخاري بالمتابعة، فإن عمر بن إسماعيل بن مجالد رجل متروك، يسرق الحديث، وأبوه صدوق يخطئ، والله أعلم. والكلام السابق غايته أن يرفع شريكًا إلى درجة الثقة، وهو لا يدفع علة التفرد برواية الحديث عن قيس مرفوعًا خلافًا لغيره كما سيأتي، والنص على أن الإبراد كان بعد التهجير، ولا يحتمل تفرده بمثل ذلك، والحديث في الصحيحين من حديث أبي هريرة، وأبي ذر، وفي البخاري من حديث أبي سعيد وأنس، وابن عمر، وليس في واحد منها ذكر المتأخر، والاحتياط للرواية أحب إلي من الاحتياط للراوي، والله أعلم. قال ابن عدي في الكامل (٥/ ٣١): «وهذا إنما كان يعرف بإسحاق الأزرق عن شريك». إشارة إلى تعليله. العلة الثانية: الاختلاف في الحديث، والاختلاف ورد على وجهين: =