وقد أبعد ابن القطان الفاسي ومغلطاي عليهما رحمة الله حين صححا رواية يونس من الطريقين، ورأى ابن القطان أن يونس قد شارك جده في رواية الحديث عن سعيد بن وهب، وأنه حفظ ما لم يحفظه أبوه، وهذا يمكن قبوله على بعده لو كان حين روى الحديث عن جده لم يخالف من شاركه الرواية عن جده كالثوري، وشعبة، ولقيل ربما حفظ يونس عن سعيد بن وهب ما لم يحفظه جده، أما وقد خلط في روايته عن جده، وذكر هذه الزيادة في رواية أبي إسحاق مخالفًا الثوري وشعبة، كان هذا دليلًا على وهمه، لا دليلًا على حفظه، والله أعلم. قال ابن القطان الفاسي في بيان الوهم والإيهام (٥/ ٥٩٧) بعد أن ذكر رواية ابن المنذر: «يونس بن أبي إسحاق، قد شارك أباه في أشياخ: منهم العيزار بن حريث، وناجية بن كعب، وغيرهما فلا بعد في قوله: حدثنا سعيد بن وهب، وهو في كتاب مسلم دون الزيادة المذكورة، من رواية أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، لكن من غير رواية يونس بن أبي إسحاق، وحفظ يونس عن سعيد بن وهب من الزيادة المذكورة ما لم يحفظ أبوه أبو إسحاق، ويونس ثقة حافظ، وخلاد بن يحيى ثقة، أحد أشياخ البخاري». ولا أعرف رواية ليونس بن أبي إسحاق عن سعيد بن وهب غير هذا الطريق المختلف فيه، فتارة يرويه خلاد بن يحيى، عن يونس، عن أبي إسحاق عن ابن وهب. وتارة يرويه خلاد بإسقاط أبي إسحاق، ومع الاختلاف في الإسناد واللفظ يبعد القول بأن يونس ربما سمعه من سعيد بن وهب، ولو وقفنا على رواية أخرى ليونس عن ابن وهب لجُوِّز هذا الاحتمال، نعم وقفت على كلام لابن سعد في الطبقات (٦/ ١٧٠)، ونقله الذهبي في تاريخ الإسلام - ت بشار، (٢/ ٨١٥): أخبرنا أبو نعيم، حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: رأيت سعيد بن وهب ينزل من عليته يوم الجمعة إذا جاء ابنه، لا يشهد الجمعة، وكان عريف قومه، قال: وأخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، قال: حدثنا يونس بن أبي إسحاق، قال: رأيت سعيد بن وهب مخضوبًا بالصفرة. اه ولو كان قد سمع منه لذكر ذلك كما هو معتاد، ولم يقتصر على نقل الرؤية. وقد أنكر الذهبي على قول ابن القطان تصحيحه لهذه الزيادة، وقال: هي زيادة منكرة. انظر: الرد على ابن القطان في كتابه بيان الوهم والإيهام للذهبي (ص: ٦١). وساق مغلطاي في شرحه لسنن ابن ماجه (ص: ٩٨٢) متابعة ليونس بن أبي إسحاق، رواها أبو منصور محمد بن سعد البادروي، في كتاب الصحابة، قال: حدثنا محمد بن أيوب، أخبرني عبد السلام بن عاصم، حد ثنا عبد الرحمن بن عبد الله الدشبكي، ثنا أبو جعفر، عن الأعمش، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن وهب، عن خباب، قال: شكونا إلى رسول الله ﷺ الرمضاء فلم يشكنا، وقال: إذا زالت فصلوا. اه =