للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(ث-١٠٨) وروى البيهقي في السنن من طريق يحيى بن أبى طالب، أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء، أخبرنا سعيد، عن قتادة،

عن أنس بن مالك: أن أبا موسى الأشعري صلى بهم الصبح بليل، فأعاد بهم الصلاة ثم صلى بهم فأعاد بهم الصلاة ثلاث مرات (١).

[تفرد يحيى بن أبي طالب عن عبد الوهاب بن عطاء، وفيه كلام] (٢).

الدليل الثاني:

(ث-١٠٩) روى ابن المنذر في الأوسط من طريق شريك، عن سماك، عن عكرمة،

عن ابن عباس، سئل عن رجل صلى الظهر في السفر قبل أن تزول


(١) السنن الكبرى (١/ ٦٧٢).
(٢) هذا الأثر من مفردات البيهقي، ولا يضره ذلك؛ لأن البيهقي من الحفاظ.
وعبد الوهاب سمع من سعيد بن أبي عروبة قبل تغيره، وهو من أصحاب سعيد المكثرين عنه، وسعيد مقدم في أصحاب قتادة، حتى قال فيه أحمد: من أعلم الناس بحديث سعيد ابن أبي عروبة.
وفي إسناده يحيى بن أبي طالب، مختلف فيه، جاء في ترجمته:
قال الدارقطني: لا بأس به عندي، لم يطعن فيه أحد بحجة. تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠).
وقال الحافظ: وثقه الدارقطني، وهو من أخبر الناس به. لسان الميزان (٦/ ٢٦٢).
وقال أبو حاتم: محله الصدق. الجرح والتعديل (٩/ ١٣٤).
وقال موسى بن هارون: أشهد أنه يكذب. تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠)، قال ابن حجر: عنى في كلامه، ولم يعنِ في الحديث. قلت: هو جرح، ومن كذب في كلامه فقد اتُّهِمَ.
فإن قيل: كلام يزيد بن هارون معارض بكلام الدارقطني، وهو أعرف بيحيى منه.
فالجواب: أنه قد ضعفه غيره، فقال أبو عبيد الآجري: خط أبو داود على حديث يحيى بن أبي طالب. تاريخ بغداد (١٤/ ٢٢٠).
وقال أبو أحمد محمد بن إسحاق الحافظ: ليس بالمتين. المرجع السابق.
وقال مسلمة بن قاسم: ليس به بأس، تكلم الناس به. انظر: اللسان (٩٢٢٩).
قلت: هو مكثر عن عبد الوهاب بن عطاء، وقد رأيت أن المكثرين عن الراوي يغتفر لهم ما لا يغتفر لغيرهم، فلعل ما يرويه عنه أقرب إلى أن يكون حسنًا، وله شاهد صحيح عن فعل ابن عمر، وآخر حسن من فعل أبي موسى، انظر ما قبله.
ورواه معمر، عن قتادة، فأوقفه عليه، رواه عبد الرزاق (٢١٧٥) عنه، بلفظ: من صلى الصبح بليل، فإنه يعيدها إذا طلع الفجر، ويعيد الإقامة. ومعمر ضعيف في قتادة.

<<  <  ج: ص:  >  >>