للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فكان النبي يشارك في نقل التراب، وقد اجتمع عليهم الجوع والخوف والشغل، وقد وصف الكتاب العزيز حال الصحابة.

قال تعالى: ﴿) إِذْ جَاءُوكُمْ مِنْ فَوْقِكُمْ وَمِنْ أَسْفَلَ مِنْكُمْ وَإِذْ زَاغَتِ الْأَبْصَارُ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا (١٠) هُنَالِكَ ابْتُلِيَ الْمُؤْمِنُونَ وَزُلْزِلُوا زِلْزَالًا شَدِيدًا﴾ [الأحزاب: ١٠ - ١١].

ولم ينقل أنهم جمعوا للصلاة، فأي شغل بعد هذا يكون مبررًا للجمع.

(ح-٣٤٢٨) روى البخاري ومسلم من طريق شعبة، عن أبي إسحاق،

عن البراء قال: رأيت رسول الله يوم الأحزاب ينقل التراب وقد وارى التراب بياض بطنه … الحديث (١).

وفي رواية: حتى وارى عني الغبار جلدة بطنه، وكان كثير الشعر … الحديث (٢).

وأي شغل أصاب الناس حتى كان النبي -بأبي هو وأمي- وهو أعلى رجل في الدولة يشارك في نقل التراب، وفي حفر الخندق.

(ح-٣٤٢٩) وروى البخاري من طريق سعيد بن ميناء قال:

سمعت جابر بن عبد الله قال: لما حفر الخندق رأيت بالنبي خمصًا شديدًا، فانكفأت إلى امرأتي، فقلت: هل عندك شيء؟ فإني رأيت برسول الله خمصًا شديدًا … من حديث طويل (٣).

فإذا كان هذا الشغل لم يسوغ الجمع، فأي شغل بعده يمكن أن يبرر الجمع؟

وإذا لم يجمع المسلمون في مثل ذلك اليوم والذي اجتمع فيه العمل، والجوع، والخوف، وكانوا يسارعون الوقت قبل أن يداهمهم العدو لم يشرع الجمع لما هو دونه من الحاجات الخاصة أو العامة.

الدليل الخامس:

خطب النبي من بعد صلاة الفجر إلى غروب الشمس، فكان عليه الصلاة


(١) صحيح البخاري (٢٨٣٧)، وصحيح مسلم (١٢٥ - ١٨٠٣).
(٢) صحيح البخاري (٤١٠٦).
(٣) صحيح البخاري (٤١٠٢)، ومسلم (١٤١ - ٢٠٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>