للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= الجماعة (من غير خوف ولا مطر)، أم روياه بلفظ أبي داود الطيالسي على الإجمال.
فابن خزيمة (٩٦٦) وأبو العباس السراج في حديثه (٢٢٣٦)، ذكرا حديث معاذ بن جبل في الجمع في السفر في غزوة تبوك، من رواية ابن مهدي، عن قرة، عن أبي الزبير، حدثنا أبو الطفيل، حدثنا معاذ بن جبل.
ثم أتبعا ذلك بحديث ابن عباس، من رواية ابن مهدي، عن قرة، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس، وقالا: بمثل ذلك، والمثلية تقتضي أن الجمع كان في السفر.
والطحاوي عكس ذلك، ساق الحديث في شرح معاني الآثار (١/ ١٦٠)، برواية مالك، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس وذكر لفظه في الجمع في الحضر.
ثم أتبعه برواية ابن مهدي، عن قرة، عن أبي الزبير، قال: فذكر بإسناده مثله. قلت: ما حمله على ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته.
وظاهره أن قرة ذكر الجمع في الحضر، والحقيقة لا يمكن الاعتماد على الإحالة على لفظ سابق، فالمثلية قد لا تقتضي إلا مطلق ذكر الجمع.
وكذلك فعل البزار في رواية أبي عامر العقدي، فإنه ساق روايته للحديث (٤٩٨٨) من طريق أبي عامر العقدي، حدثنا قرة، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس. ولم يذكر لفظه.
ثم ساق الحديث بإسناده (٤٩٨٩) من طريق حماد بن سلمة، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير به، فذكر لفظه: (أن النبي جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف لكي لا يحرج أمته).
فظاهره أن رواية أبي عامر عن قرة بمثل لفظ حماد بن سلمة، وأن الجمع كان في الحضر. وهل هذا اضطراب من قرة، أو أن هذا نتيجة الإحالة على لفظ سابق، وما يدخلها مع اختلاف المتون؟، الذي يظهر لي الثاني، فإننا إذا استثنينا رواية أبي داود الطيالسي فإنها لم تذكر مكان الجمع، أكان في الحضر أم كان في السفر، وهي محتملة، والرواية المحتملة تحمل على الرواية الصريحة، وأما الاختلاف في رواية ابن مهدي وأبي عامر العقدي فجاء من الإحالات على ألفاظ سابقة، وليس من قرة بن خالد.
نعم وهم قرة في ذكر السفر في روايته، وقد دخل عليه روايته عن أبي الزبير، عن سعيد، بروايته عن أبي الزبير عن أبي الطفيل، وأما ذكر الحضر في روايته فلا أظن هذه الأوهام من قِبَل قرة، وإنما من قبل المصنفين عند الإحالات على متون سابقة، فيحصل التساهل، وإن كان بعض المصنفين يتحرى الدقة فيقول لك: بنحوه، فإذا قال: بمثله، فذلك يعني على الأقل أن يكون المعنى مثله من كل وجه إن لم يكن مطابقًا للفظ، والله أعلم.
ورواه مسلم بن إبراهيم، واختلف عليه:
فرواه الفضل بن حباب كما في صحيح ابن حبان (١٥٩٠)، حدثنا مسلم بن إبراهيم، قال: قال: حدثنا قرة بن خالد، عن أبي الزبير، عن جابر؛ أن النبي جمع بين الظهر والعصر، =

<<  <  ج: ص:  >  >>