وفي رواية أخرى: (من غير خوف ولا سفر). ورواه صالح مولى التوأمة، خارج الصحيحين، بلفظ: (من غير سفر، ولا مطر)، إلا أن طريق صالح ضعيف كما سيأتي بيانه في التخريج إن شاء الله تعالى. وإليك تخريج هذه الطرق مفصلة إن شاء الله تعالى. الطريق الأول: سعيد بن جبير، عن ابن عباس: رواه عن سعيد اثنان: أبو الزبير المكي، ورواه عنه بلفظ: (من غير خوف، ولا سفر)، رواه عن أبي الزبير عشرة من الحفاظ بل يزيدون، ومن سائر البلدان، وعلى رأسهم الإمام مالك، والسفيانان الثوري وابن عيينة وغيرهم. ورواه عن سعيد بن جبير حبيب بن أبي ثابت، بلفظ: (من غير خوف ولا مطر)، ولم يروه عن حبيب إلا الأعمش، ولا رواه عن الأعمش من أصحابه إلا عدد يسير منهم. والروايتان كلتاهما في صحيح مسلم، وإن كان الحديث قد اشتهر عن أبي الزبير أكثر من اشتهاره عن حبيب بن أبي ثابت. أما رواية أبي الزبير، عن سعيد بن جبير. فقد اختلف فيه على أبي الزبير: فرواه مالك، وزهير بن معاوية، وسفيان بن عيينة، وحماد بن سلمة، وابن جريج، وداود بن أبي هند، وخالد بن يزيد الجمحي، وهشام بن سعد، وزياد بن سعد، وغيرهم، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس فذكروا أن الجمع بين الظهرين وبين العشاءين كان في المدينة، ومن غير خوف ولا سفر. وخالفهم: قرة بن خالد، فرواه عن أبي الزبير به، فجعل هذا الفعل في سفرة سافرها في غزوة تبوك. وقد وهم قرة بن خالد حيث دخل عليه حديثه عن أبي الزبير عن سعيد بن جبير، بحديثه عن أبي الزبير، عن أبي الطفيل، عن معاذ بن جبل، والأول في المدينة، والثاني في غزوة تبوك. ورواه الثوري، واختلف عليه: فرواه كبار أصحابه عنه: أبو نعيم الفضل بن دكين، وعبد الرزاق، ومحمد بن يوسف، وعبد الله بن الوليد العدني، وغيرهم، بلفظ: ( … من غير خوف ولا سفر) كرواية الجماعة، وهي المحفوظة. وخالفهم كل من: عبيد الله بن موسى العبسي، (ثقة ومتكلم في روايته عن الثوري)، وإسماعيل بن عمرو البجلي، (ضعيف، ومتكلم في روايته عن الثوري). وزافر بن سليمان الإيادي (سيئ الحفظ) ثلاثتهم رووه عن الثوري، بلفظ: (من غير خوف ولا مطر)، والمحفوظ رواية الجماعة عن الثوري. فهذا هو الاختلاف على أبي الزبير، وهو بريء من عهدته، فالثوري جل أصحابه رووه =