للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الثاني: أن ابن البراء قد انفرد بذكر هذه السنة، وابن البراء لو لم يخرج له الإمام مسلم لكان مجهولًا؛ لأنه لم يوثقه إلا ابن حبان والعجلي.

وقد خالفه اثنان: أبو إسحاق السبيعي، وربيع بن لوط بن البراء، فروياه عن البراء، وجعلا هذا الدعاء في أذكار النوم، وهذا هو المحفوظ.

الثالث: الاختلاف في لفظه، فحديث البراء مداره على مسعر، عن ثابت بن عبيد، عن ابن البراء، عن أبيه. وقد اختلف الرواة عليه في ذكر العلة في التي من أجلها كان الصحابة يفضلون يمين الصف:

فرواه سفيان بن عيينة، عن مسعر، وفيه: أن تفضيل اليمين من أجل كون النبي يبدأ بالسلام عن يمينه.

ورواه الجماعة عن مسعر: أن ذلك كان من أجل أن النبي كان يقبل عليهم بوجهه، وهذا يقتضي أن النبي كان يقبل على يمين الصف دون يساره.

وإذا كانت العلة هي استقبال وجه النبي ، فهذا يفيد أمرين:

الأمر الأول: أن ذلك ليس مرده إلى تفضيل اليمين من حيث كونه يمينًا.

الأمر الثاني: أن هذا الحرص على استقبال وجه الإمام إنما هو خاص بالنبي ، فليس استقبال وجه النبي كاستقبال وجه غيره من الناس.

ورواه وكيع، عن مسعر، بلفظ: (كنا إذا صلينا مع رسول الله، مما أحب أو نحب أن نقوم عن يمينه فسمعته يقول: رب قني عذابك يوم تجمع عبادك أو تبعث عبادك). ولم يقل: (يقبل علينا بوجهه)، وقد سبق تخريج الحديث (١).

وفي ترجيح رواية الجماعة نقع في معارضة الأحاديث الأخرى والتي ظاهرها أن النبي كان يقبل على جميع المصلين بوجهه، كما في حديث جمع من الصحابة .

(ح-٣٣٢٩) فقد روى البخاري من طريق جرير بن حازم، حدثنا أبو رجاء،

عن سمرة بن جندب، قال: كان رسول الله إذا صلى صلاة أقبل علينا بوجهه (٢).


(١) انظر: المجلد الحادي عشر (ص: ٢٢)، مسألة: (مشروعية استقبال الإمام لجموع المصلين).
(٢) صحيح البخاري (٨٤٥).

<<  <  ج: ص:  >  >>