للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الأيمن أفضل مطلقًا لكان الإمام هو الأيسر من الثلاثة، فلما توسط بينهما دل على مراعاة التساوي من الجانبين.

الدليل الرابع:

تفضيل اليمين مطلقًا سيجعل الناس كلهم يتجهون إلى يمين الصف، ويدعون يسار الإمام خاليًا، فالأفضل توسط الإمام، وهو مقتضى العدل، وليس من العدل أن يقوم الإمام في أيسر الصف بحيث يكون الناس كلهم على اليمين؛ لأنه إجحاف.

(ح-٣٣٢٥) وأما ما روى أبو داود من طريق ابن أبي فديك، عن يحيى بن بشير بن خلاد، عن أمه: أنها دخلت على محمد بن كعب القرظي، فسمعته يقول:

حدثني أبو هريرة، قال: قال رسول الله : وسطوا الإمام، وسدوا الخلل.

[ضعيف، والعمل عليه] (١).

(ث-٨٤٧) روى ابن معين، قال: حدثنا هشيم قال أنبأنا العوام عن عبد الملك بن إياس الشيباني عن إبراهيم، قال: مبنى الصف قصد الإمام.

[صحيح موقوفًا على إبراهيم] (٢).

(ث-٨٤٨) وروى ابن أبي شيبة، قال: حدثنا هشيم، قال: ثنا يونس، عن الحسن، قال: إذا جاء وقد تم الصف، فليقم بحذاء الإمام.

[صحيح، موقوفًا على الحسن] (٣).

فدل على أن الجميع يقصد في بناء الصف قرب الإمام، ولو كان اليمين أفضل مطلقًا لكان بناء الصف يبدأ من يمين الإمام لتحصيل الأفضل، وهذه الآثار


(١) سنن أبي داود (٦٨١)، ومن طريق أبي داود أخرجه البيهقي في السنن الكبرى (٣/ ١٤٧).
ورواه الطبراني في الأوسط (٤٤٥٧) من طريق إبراهيم بن المنذر الحزامي، قال: أخبرنا يحيى بن بشير بن خلاد به.
وأعله ابن القطان في بيان الوهم (٣/ ٣٥٠/ ١٠٩٧)، بجهالة حال يحيى بن بشير بن خلاد، وبحال أمه.
(٢) تاريخ ابن معين رواية الدوري (٢٠٣٠).
ورواه ابن أبي شيبة في المصنف (٨٨٦٢) حدثنا هشيم به.
(٣) المصنف (٨٨٦٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>