فرواه البزار في مسنده (٧٥١٠) من طريق عبد الرحمن بن شريك، حدثنا أبي، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس بن مالك قال: كنا عند النبي ﷺ -حتى أقبل رجل حسن السمت، ذكروا من أمره أمرًا حسنًا، فقال رسول الله ﷺ: إني لأرى على وجهه سفعة من النار فلما انتهى فسلم قال النبي ﷺ: بالله جئت - ذكر كلمة أحسبه قال - قلت في نفسك، أو إنك ترى في نفسك أنك أفضل القوم؟ قال: نعم، قال: فلما ذهب قال رسول الله ﷺ: إنه قد طلع في أمتي أحسبه قال: قوم هذا وأصحابه منهم، فقال أبو بكر: أفلا أقتله يا رسول الله؟ قال: بلى فانطلق أبو بكر، فوجده في المسجد يصلي، فرجع إلى رسول الله ﷺ -فقال: إني وجدته يصلي فلم أستطع أن أقتله .... وذكر بقية الحديث. عبد الرحمن بن شريك، قال فيه أبو حاتم: واهي الحديث. وذكره ابن حبان في الثقات، وقال: ربما أخطأ. وقال المعلمي كما في تعليقه على الفوائد المجموعة للشوكاني (ص: ٣٥٤): «روى له البخاري في الأدب المفرد، وليس في ذلك ما يشد منه؛ لأن البخاري لا يمتنع في غير الصحيح عن الرواية عن الضعفاء، فقد روى عن أبي نعيم النخعي، وهو كذاب، وعن الفرياناني، وهو كذاب أيضًا، وعبد الرحمن من بيت تشيع». اه وشريك سَيِّئُ الحفظ، وهو في الأعمش أكثر ضعفًا، وقد قال أبو داود: ثقة يخطئ على الأعمش. اه قلت: لم يروه عن الأعمش غير شريك تفرد به ابنه عبد الرحمن عنه. وقال ابن حبان عن الأعمش: كان يدلس عن أبي سفيان. الثقات (٣٥١٧). وخالف العوام بن حوشب شريكًا، فرواه عن طلحة بن نافع، عن جابر. أخرجه أبو يعلى (٢٢١٥) من طريق يزيد بن هارون، أخبرنا العوام بن حوشب به. وطلحة بن نافع لا بأس به إلا أنه لم يسمع من جابر إلا أربعة أحاديث، قال ذلك شعبة. وقال ابن عيينة: إنما هي صحيفة عن جابر. وقد قيل: إنه يحدث من صحيفة سليمان اليشكري، وهو ثقة. وقد جاء معنى هذا الحديث بسند أمثل مما سبق، إلا أنه ليس فيه النهي عن قتل المصلين من قبل النبي ﷺ، بل فيه الأمر بقتله، ولم يمنعه من ذلك كونه ساجدًا. فقد روى أحمد (٥/ ٤٢)، قال: حدثنا روح، حدثنا عثمان الشحام، حدثنا مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه، أن نبي الله ﷺ -مر برجل ساجد وهو ينطلق إلى الصلاة، فقضى الصلاة ورجع عليه، وهو ساجد، فقام النبي ﷺ، فقال: من يقتل هذا؟ فقام رجل، فحسر عن يديه فاخترط سيفه وهزه، ثم قال: يا نبي الله، بأبي أنت وأمي، كيف أقتل رجلًا ساجدًا يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله؟ ثم قال: من يقتل هذا؟، فقام رجل، فقال: أنا، فحسر عن ذراعيه واخترط سيفه وهزه، حتى أرعدت يده، فقال: يا نبي الله، كيف أقتل رجلًا ساجدًا، يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا عبده ورسوله، فقال النبي ﷺ: والذي نفس محمد بيده، لو قتلتموه =