للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فكان الدعاء من النبي له بزيادة الحرص بسبب حرصه على إدراك الركعة حيث ركع دون الصف، ولم يذكر عنه من طريق صحيح الإسراع.
ولا يثبت من رواية حماد بن سلمة: (أنه جاء، وقد حفزه النفس)؛ لما علمت أنها رواية منكرة، والمنكر لا يعتبر به؛ لانفراد حماد بهذا الحرف عن زياد الأعلم، وهو متكلم في روايته عنه، وللاختلاف على حماد بن سلمة في ذكرها، فأكثر الرواة عنه لم يذكرها، ولو لم يختلف على حماد في ذكرها لم يقبل منه تفرده بها؛ لأن روايته عن زياد الأعلم متكلم فيها.
الطريق الثالث: أبو حرة: واصل بن عبد الرحمن، عن الحسن، عن أبي بكرة.
رواه أبو داود الطيالسي (٩١٧)، عنه بلفظ: (أنه انتهى إلى النبي ، وهو منبهر، فركع دون الصف).
وأبو حرة سبقت ترجمته في مسألة صلاة المفترض خلف المتنفل.
وقد حدث عنه يحيى بن سعيد القطان وابن مهدي، ولم يسمع من الحسن إلا ثلاثة أحاديث، والباقي يدلسها عن الحسن، لا يقول فيها: سمعت أو حدثنا.
قال البخاري: يتكلمون في روايته عن الحسن. ميزان الاعتدال (٤/ ٣٢٩).
وقال ابن معين: حديثه عن الحسن ضعيف، يقولون: لم يسمعه من الحسن. اه
وقال أحمد: ثقة. العلل رواية عبد الله (٣٤٦٩).
وقال أيضًا: صاحب تدليس عن الحسن، إلا أن يحيى -يعني: ابن سعيد- روى عنه ثلاثة أحاديث يقول في بعضها: حدثنا الحسن. جامع التحصيل (٦٦)، وانظر: الجامع لعلوم الإمام أحمد (١٩/ ٣٩١).
وقال النسائي: ليس بالقوي. الضعفاء والمتروكون (٢٧٦).
وفي رواية أخرى عنه: ليس به بأس. تاريخ الإسلام (٩/ ٦٧٩).
وقال ابن سعد في الطبقات (٧/ ٢٧٥): فيه ضعف.
وتفرده بهذا الحرف دليل على صحة الكلام في روايته عن الحسن. ومع ضعف هذا الطريق، فلعله أحسن ما ورد في ذكر الإسراع، ولا يمكن تقويته بالطرق السابقة؛ لأنها من قبيل المنكر، والمنكر غير صالح للاعتبار.
الطريق الرابع: عبد الله بن عيسى أبو خلف الخزاز، عن يونس، عن الحسن، عن أبي بكرة.
رواه البخاري في القراءة خلف الإمام (١٢٥) بلفظ: (أن النبي صلى صلاة الصبح، فسمع نفسًا شديدًا أو بَهَرًا من خلفه، فلما قضى رسول الله قال لأبي بكرة: أنت صاحب هذا النفس؟ قال: نعم، جعلني الله فداك، خشيت أن تفوتني ركعة معك فأسرعت المشي، فقال رسول الله : زادك الله حرصًا ولا تعد، صل ما أدركت واقض ما سبق).
لم يروه عن يونس بن عبيد إلا عبد الله بن عيسى الخزاز، وهو متفق على ضعفه، ولم يقل أحد من الرواة عن الحسن: صلَّ ما أدركت واقض ما سبقك.
وأين أصحاب يونس بن عبيد لو كان هذا من حديث يونس.
وقد رواه قتادة، وهشام بن حسان وزياد الأعلم ومبارك بن فضالة، فلم يذكروا أن النبي قال: (من صاحب النفس)، فتبين بهذا أن الإسراع في حديث أبي بكرة لم يثبت من طريق =

<<  <  ج: ص:  >  >>