العلة الثالثة: مخالفة حماد بن سلمة كل من روى الحديث عن زياد الأعلم، بل إنه خالف أيضًا كل من روى الحديث عن الحسن البصري من غير طريق زياد الأعلم. فقد روى الحديث عن زياد الأعلم جماعة منهم: همام بن يحيى كما في صحيح البخاري (٧٨٣)، وفي القراءة خلف الإمام له (٩٦)، وفي السنن الكبرى للبيهقي (٢/ ١٢٩) و (٣/ ١٥٠). وسعيد بن أبي عروبة، من رواية يزيد بن زريع وحميد بن مسعدة عنه -والأول من قدماء أصحابه- كما في سنن أبي داود (٦٨٣)، والمجتبى من سنن النسائي (٨٧١)، وفي الكبرى له (٩٤٦)، وشرح معاني الآثار للطحاوي (١/ ٣٩٥)، وصحيح ابن حبان (٢١٩٥)، والسنن الكبرى للبيهقي (٣/ ١٥٠). وأشعث بن عبد الملك، كما في مسند أحمد (٥/ ٣٩)، ومنتقى ابن الجارود (٣١٨)، ومسند البزار (٣٦٥١). والربيع بن صبيح، كما في مسند البزار (٣٦٦١). أربعتهم رووه عن زياد الأعلم، عن الحسن، عن أبي بكرة، فلم يذكروا فيه أنه دخل في الصف، وهو راكع. كما رواه جمع عن الحسن، من غير طريق زياد الأعلم، ولم يذكروا فيه هذا الحرف، منهم: المبارك بن فضالة، كما في الموطأ، رواية محمد بن الحسن (٢٨٦)، والآثار لمحمد بن الحسن (١٢٧)، وأبو حرة: واصل بن عبد الرحمن، كما في مسند أبي داود الطيالسي (٩١٧)، وقتادة -من رواية معمر عنه، وفي روايته عن قتادة كلام- كما في مصنف عبد الرزاق، ط التأصيل (٣٤٩٢) وعنه الإمام أحمد في مسنده (٥/ ٤٦). وهشام بن حسان، كما في مصنف عبد الرزاق، ط: التأصيل (٣٤٩٣)، ومسند أحمد (٥/ ٤٦)، والمنتقى من الجزء الأول والثالث من حديث المروزي (١٢ - ٦٥)، ومعجم بن الأعرابي (٤٦٣)، وعنبسة بن أبي رائطة الأعور -فيه ضعف- كما في صحيح ابن حبان (٢١٩٤)، والمعجم الصغير للطبراني (١٠٣٠)، والمعجم الأوسط للطبراني (٨١٨٥)، وإسماعيل المكي -ضعيف- كما في المعجم الأوسط للطبراني (٢١٩٦)، وفي الإسناد إليه مجهول، ستتهم، رووه عن الحسن به، وليس فيه هذا الحرف، كل هؤلاء رووه فلم يذكروا فيه (أنه دخل في الصف، وهو راكع). فلو انفرد حماد بن سلمة بهذا الحرف، ولم يختلف عليه لم يكن ذلك مقبولًا منه، فكيف إذا اجتمع فيه التفرد، ومخالفة كل من رواه عن زياد الأعلم، بل وكل من رواه عن الحسن من غير =