وأبو معاوية أثبت الناس في الأعمش، وقد تابعه وكيع والهيثم بن خالد الجهني. فقد رواه ابن أبي شيبة في المصنف (٣٠٣٦٧)، عن وكيع. وأبو داود في الزهد على أثر (٢٥٣) عن الهيثم بن خالد الجهني، كلاهما عن الأعمش، عن ميسرة، والمغيرة بن شبيل، عن طارق بن شهاب به. بذكر التدرج مع الجارية بالصلاة. ورواه جرير، كما في تعظيم قدر الصلاة للمروزي (٩٩) عن الأعمش، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق به، ولم يذكر الجارية، فلعله اختصره. ورواه عبد الرزاق في المصنف (١٤٨، ٤٧٣٧) عن الثوري، عن أبيه، عن المغيرة بن شبيل، عن طارق بن شهاب أنه بات عند سلمان فذكر الأثر مختصرًا، ولم يأتِ على ذكر الجارية. وسنده صحيح. وله شاهد ضعيف رواه الطبراني في الكبير (٦/ ٢١٨) ح ٦٠٥٤، ومن طريقه أبو نعيم في الحلية (١/ ٢٠٦)، وفي أخبار أصبهان (١/ ٨١)، من طريق أبي نعيم ضرار بن صرد، حدثنا عبد السلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن أبي البختري سعيد بن فيروز، قال: أصاب سلمان ﵁ جارية، فقال لها بالفارسية: صلي، قالت: لا. قال: اسجدي واحدة، قالت: لا. قيل: يا أبا عبد الله، وما تغني عنها سجدة؟ فقال: إنها لو صلت صلت، وليس لمن له سهم في الإسلام كمن لا سهم له. وهذا إسناد ضعيف، في إسناده أبو نعيم الطحان: ضرار بن صرد، قال فيه البخاري والنسائي وأبو بشر الدولابي: متروك الحديث. وقال أبو أحمد الحاكم: ليس بالقوي عندهم. وقال أبو حاتم الرازي: صدوق، صاحب قرآن وفرائض، يكتب حديثه، ولا يحتج به. وذكره الدارقطني والعقيلي في الضعفاء، وروى عنه البخاري في خلق أفعال العباد، وروى عنه أبو زرعة وأبو حاتم، فهو بين ضعيف جدًّا، وبين ضعيف، فلعل الراجح فيه أنه ضعيف، ولعل من ضعفه جدًّا نظرًا إلى أنه اجتمع في الرجل ضعف وبدعة، فإذا كان الرجل حافظًا تركوا له بدعته، وقبلوا صدقه، وإذا اجتمع مع الضعف بدعة شديدة زاد ضعفه ضعفًا، وقد قال فيه ابن حجر في التقريب: صدوق له أوهام وخطأ، ورمي بالتشيع، فإن اعتبرناه ضعيفًا وهو الأقرب كان الأثر صالحًا للاعتبار. وفي إسناده عطاء بن السائب، صدوق تغير بآخرة، والراوي عنه عبد السلام بن حرب لم يتميز هل روى عنه قبل تغيره أو بعده، والله أعلم.