للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والوفد الذي كان معه إلى النبي حملوا لقومهم أمر النبي : (ليؤمكم أكثركم قرآنًا. فنظروا فلم يكن أحد أكثر قرآنًا مني)، ولم يقل: فنظروا فلم يكن أحد يقرأ القرآن غيري بدليل أن الذي حمل لهم صفة الصلاة، وعلمهم كيف يتوضؤون وكيف يصلون الصلاة في أوقاتها وقد جاءوا من النبي لابد أنه كان معه من القرآن ما تصح به صلاتهم، ولكن كان الأمر النبوي بتقديم الأكثر قرآنًا، وفهموا من العموم أن ذلك يشمل الصغير، فلم يكن الفقيه مزاحمًا للقارئ، ولو كان صبيًّا.

دليل من قال: يقدم الأفقه على الأقرأ:

الدليل الأول:

(ح-٣١٧٦) ما رواه البخاري من طريق مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه،

عن عائشة أم المؤمنين أنها قالت: إن رسول الله قال في مرضه: مروا أبا بكر يصلي بالناس … الحديث. ورواه البخاري ومسلم من طريق ابن نمير، عن هشام به (١).

وله شاهد من حديث أبي موسى الأشعري. رواه الشيخان من حديث زائدة، عن عبد الملك بن عمير، حدثني أبو بردة، عن أبي موسى (٢).

وجه الدلالة:

أن النبي قدم أبا بكر ، ومعلوم أن في الصحابة من هو أقرأ من أبي بكر، لا سيما أبي بن كعب.

وأجيب بأكثر من جواب:

الجواب الأول:

إذا فسرتم الأقرأ بالأفقه يلزم منه أن من نص النبي على أنه أقرأ من أبي بكر كان أفقه من أبي بكر، فيفسد الاحتجاج بأن تقديم أبي بكر كان؛ لأنه الأفقه، وهذا


(١) صحيح البخاري (٦٧٩)، وصحيح مسلم (٩٧ - ٤١٨).
(٢) صحيح البخاري (٦٧٨)، وصحيح مسلم (١٠١ - ٤٢٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>