للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الذي مات فيه، وخطب الناس، لنقل ذلك أنس، ونقله غيره من الصحابة، وقد ذكر عبيد ابن عمير، أن النبي صلى بجنب أبي بكر، وحديث أنس، أنه صلى خلفه.

وفيه أن أبا بكر لم يجلس ليسمع خطبة النبي ، واعتذر بأنه يوم إحدى نسائه، وهذا بعيد عن أخلاق أبي بكر على ملازمة رسول الله ، واستماع خطبه، والقسم هو في البيات، وليس في النهار، والمحفوظ أن النبي خطب خطبة واحدة في مرض موته، حضرها أبو بكر، وبكى حين قال النبي : إن الله خيَّر عبدًا بين الدنيا وبين ما عنده، فاختار ذلك العبد ما عند الله، قال: فبكى أبو بكر، فعجبنا لبكائه (١).

ففهمها أبو بكر من بين الناس، وكان أبو بكر أعلم الصحابة، وإليك رواية عبيد بن عمير المرسلة.

(ح-٣١٤٢) فقد روى الشافعي في مسنده، قال: أخبرنا عبد الوهاب الثقفي، سمعت يحيى بن سعيد يقول: حدثني ابن أبي مليكة،

أن عبيد بن عمير الليثي حدثه، أن رسول الله أمر أبا بكر أن يصلي بالناس الصبح، وأن أبا بكر كبر، فوجد النبي بعض الخفة فقام يفرج الصفوف. قال: وكان أبو بكر لا يلتفت إذا صلى، فلما سمع أبو بكر الحس من ورائه عرف أنه لا يتقدم إلى ذلك المقعد إلا رسول الله ، فخنس وراءه إلى الصف، فرده رسول الله مكانه، وجلس رسول الله إلى جنبه، وأبو بكر قائم يصلي، حتى إذا فرغ أبو بكر قال: أي رسول الله، أراك أصبحت صالحًا، وهذا يوم بنت خارجة، فرجع أبو بكر إلى أهله، فمكث رسول الله مكانه، وجلس إلى جنب الحجر يحذر الفتن، قال: إني والله لا يمسك الناس علي شيئًا إلا أني لا أحل إلا ما أحل الله في كتابه، ولا أحرم إلا ما حرم الله ﷿ في كتابه، يا فاطمة بنت رسول الله، يا صفية عمة رسول الله، اعملا لما عند الله؛ فإني لا أغني عنكما من الله شيئًا (٢).


(١) صحيح البخاري (٣٦٥٤)، صحيح مسلم (٢ - ٢٣٨٢).
(٢) مسند الشافعي (ص: ٢٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>